اعتذار للمرة الألف ليهود العالم على الهولوكوست

3

أغلقت منظمة النصب التذكاري للهولوكوست في مدينة بوردووك الأطلسية ACBHM المسابقة المفتوحة التي أُقامتها على مرحلتين، إذ تقدم مكتب WORD Warren لتصميم هذا النصب التذكاري بهدف تخليد ذكرى محرقة اليهود، ومن المقرر أن يتم عرض التصميم الرابح على موقعٍ عامٍ بارزٍ في جناحٍ ساحليّ في مدينة بوردووك الشهيرة على الأطلسي، مع خلفيةٍ من مياه المحيط في ولاية نيوجرسي في أميريكا.

فقد طلبت المسابقة -التي جذبت أكثر من 700 اقتراح- من المشاركين أن يستخدموا الجناح الساحلي الموجود في ولاية نيوجرسي من أجل ابتكار نوعٍ من المساحة العامة لإحياء ذكرى الهولوكوست والاستمرار في التوعية تجاه الأحداث المروِّعة.

استجابةً لهذا الطلب، قام مكتب WORD الذي يقدم تصاميم تقدمية ومبتكرة ومعبرة -برئاسة كريستوفر وارن في مكاتبه في لوس أنجلوس وكاليفورنيا- بتصميم اقتراح مشروع تذكار محرقة اليهود (الهولوكوست) التي أبادت فيها ألمانيا النازية ملايين اليهود.

وقد قال القيِّمون على المسابقة: نهدف إلى ترسيخ ذاكرتنا الجماعية وأن نشهد على تلك الأحداث ونتقبل الإحساس الذي لا يوصف بالخسارة.

بالنسبة إلى التركيب المسمّى Harrow (المشط)، ابتكر فيه مكتب WORD بيئتين مختلفتين بشكلٍ كبيرٍ جداً، من أجل تقديم صورةٍ بصريّةٍ قويّةٍ لفهم أحداث الهولوكوست ومكانٍ آخر للتأمل والتفكير بهدوء.

فعلى الجزء الخارجي، يخترق الشكل المحزَّز الكثبان الرملية الموجودة على الساحل، ويعمل “كأداةٍ لنقش تاريخ الهولوكوست في ذاكرتنا”. ومع هذا، حالما ندخل هذه الكتلة، يتغير طابع التذكار تماماً. فما بدا مضطرباً ومدمراً من الخارج، سيخمد الآن ليصبح مساحةً هادئةً منيرة.

وفيما يتعلق بمنطق التركيب الهندسي الشكلي للكتلة، يتصل الهيكل المتصل من القمم والأودية المثلثة والمتموجة بالمنطق المثلثيّ لتصميم الكتلة. إذ يذكِّرنا التموج بمرور الوقت والتصاعد المتغير بشكلٍ دائم للعواطف التي تُثقِل بها المآسي الكبيرة كاهل الحضارة الإنسانية.

على المستوى التصميمي، تم تصميم القمم المتموجة كتركيبةٍ لا حدود لها فُصِّلت وقُصَّت ببساطة على حدود الموقع. هذا وتتفرع منصةٌ من الممشى الخشبي الموجود لتسمح للزوار بالتجول بطريقةٍ متعرجةٍ عبر شكل التصميم الشبيه بنجمة داوود السداسية.

وفي لمسةٍ أخيرةٍ جميلة، تم اقتطاع قبةٍ تقليديةٍ من الكتلة، مما زاد من كشف النمط المعماري للنصب التذكاري وطاقته الاحتفالية الكامنة، مما يجعل منه صرحاً معبِّراً جداً عن الأحداث المرعبة التي يبدو أن اليهود لن يغفروها لألمانيا، والتي يبدو أن سيل التنازلات والامتيازات التي يتلقونها كل يومٍ لن تكفيهم وتعوّضهم أو حتى تسكتهم على الأقل.

إقرأ ايضًا