Libeskind ومشاريع معادية للحضارة في منتدى التصميم العمراني

4

قام منتدى التصميم العمراني الذي جرى مؤخراً في مبنى شركة Goldman Sach الجديد في مركز مدينة منهاتن؛ وهي الشركة العالمية للاستثمارات المصرفية والتأمين والعريقة منذ عام 1869، بمناقشة دور المشروع الضخم وأهميته في مستقبل التنمية العمرانية الأمريكية، وقد كان من بين المحاضرين المعماري البولندي الشهير Daniel Libeskind و Richard Kahan وهو الرئيس السابق للمنتدى والمدير التنفيذي لشركة Battery Park City Authority السيد Richard Kahan، بالإضافة إلى المعماري الناقد في مجلة The New Yorker.

وقد نوقش في المنتدى بدايات المشروع الضخم بين أعضاء اللجنة والحاضرين، وقد أجمع الكل بأن هذه المشاريع الضخمة ليست وليدة هذا الوقت، إنها من صنع نيويورك وحدها، فمشروع محطة Grand Central Terminal ومجموعة مباني Rockefeller Center التجارية، مهدت الطريق لظهور مشاريع ضخمة أخرى مثل مبنى مؤسسة Battery Park City ومبنى Atlantic Yards المتعدد الاستخدام.

كما وقد كان محور محاضرة المساء في المؤتمر يدور حول مقارنة دور القطاع الخاص مقابل القطاع العام في رفدنا بالعديد من المشاريع الضخمة، وقد تم طرح شركة Battery Park كمثالٍ عن الشركات التي قام القطاع العام ببنائها، في حين حلّت MGM Mirage CityCenter من تصميم Libeskind في لاس فيغاس نيابةً عن القطاع الخاص.

وكان هنالك أيضاً مناقشةٌ مثيرةٌ للاهتمام حول دور العامة وليس القطاع العام في التصميم، وأظهر Libeskind اهتماماً كبيراً برغبة الزبون، كما أثنى على مساهمة العامة في تصميم مشروع Ground Zero موضحاً بأنه “في حال كانت قوى القطاع العام والقطاع الخاص غير متوازنة، فإن المشروع بالتالي غير متوازنٍ أيضاً” حتى أنه أشار إلى أن “المستقبل يكمن في مشاركة العامة.”

ولكن Goldberger في المقابل قام وبإسهاب بدفع قضية التصميم إلى الضوء، في حين قام المحاضرون بمناقشة الطريقة التي حصل عليها مشروع Ground Zero المكتبي من 10 مليون قدم مربع على موافقة القطاع الخاص بينما يبدو الأمر ثانوياً بالنسبة للعامة وغير قابل ٍللمناقشة.

وبالطبع أصر العامة على جعله صرحاً خالداً، ولكن سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف كان مسار المشروع ليكون لو أنه لم يكن محدداً سلفاً، ربما كان قد لاقى مزيداً من النجاح.

وعندما افتتح النقاش، كان هنالك تعليقٌ حول المشاريع الضخمة بأنها “معاديةٌ للحضارة” وذلك لأن التخطيط الدقيق للمشروع يعوق النمو العضوي الذي يمكن أن يطرأ على مر الزمن، وبهذه الطريقة يصبح المشروع الضخم كياناً ثابتاً كونه لا يستطيع أن يلبي أو يتكيف مع حاجات الناس المتغيرة.

ومع ذلك رأى Libeskind بأنه يمكن تصميم المشاريع الضخمة على شكل كيانٍ صغير، انطلاقاً من إيمانه بأن تأثيرها يمكن أن يبدأ صغيراً ثم ينمو، وذلك بهدف تأمين المرونة اللازمة للتغيير.

وفي النهاية يمكننا القول بأن المنتدى قد كان مثيراً للاهتمام، ويعزا ذلك إلى الفجوة الحاصلة بعد دراسة مشاريع Libeskind عن قرب والاستماع إليه يتكلم، حيث باتت كلماته مدروسة ًجداً إلى جانب تفسيراته المنطقية التي كانت وصيلة الصلة مع واقع المشاريع الضخمة، ولكنها في نفس الوقت لم تلق آذاناً صاغية.

وأخيراً وبطبيعة الحال فإن Libeskind ليس المهندس الوحيد الذي ينظر إلى المباني من وجهة نظرٍ مختلفة، ويبدو بأن الصراع مستمرٌ بين الكلمات والعمارة، حتى نتمكن من رؤية المباني والكلمات ككلٍ متماسك.

إقرأ ايضًا