فيلات زها حديد في كرواتيا

8

كشفت كرواتيا عن علو كعبها في ميدان الفن الأول والفضل لدافنشي العراق، سيدة العمارة العالمية زها حديد، التي قامت مؤخراً بالكشف عن نموذجين أولين لاثنتين من الفيلات التابعة لمنتجع سبا آند غولف في كرواتيا، في موقعٍ مطل على مدينة دوبروفنيك التاريخية.

حيث من المتوقع أن تساعد هذه النماذج في تحديد النمط المعماري للمنتجع، الذي سيضم 400 فيلا وفندقين من فئة الخمس نجوم وملعباً للغولف، بالإضافة إلى العديد من الشقق السكنية الفاخرة ومرافق التجزئة، ناهيك عن المنتجع ونادي الغولف الراقي.

فقد قامت حديد مؤخراً بتطوير الخطة الرئيسة وحددت فيها محيط وحجم الفلل، التي تتراوح مساحاتها بين 12 ألف م2 و20 ألف م2، وتقع شمال دوبروفنيك، البلدة التاريخية التي وضعتها اليونيسكو على قائمة المواقع التاريخية، الأمر الذي صعّب مهمة حديد.

ونقصد هنا بأن موقع دوبرفنيك الاستراتيجي قبالة البحر، قد فرض على حديد الاستفادة من كامل المساحة البالغة 430 هكتاراً على هضبةٍ عالية ترتفع فوق سطح البحر بين 300 و400 م، وهنا تسترعينا تضاريس الموقع المنحدرة باتجاه البحر من الغرب والشرق، الأمر الذي يتيح المجال أمام المناظر الخلابة في كافة الاتجاهات، فعلى سبيل المثال يمكن للمرء الاستمتاع بمشاهدة البحر ومناظر البلدة القديمة من مدينة دوبرفنيك من الجنوب، بينما يمكنه الاستمتاع بالمشاهد الجبلية والمناظر الطبيعية في الشمال.

وكعادتها تطرح حديد في هذه النماذج مفاهيم خاصة بها ألا وهي الصخرة والصدفة، فقد ساهم المفهوم الأول ،على سبيل المثال، بفرض طابعٍ متميز على المبنى نابع من إحساسٍ قوي بالمساحة والضوء، حيث يعتبر الضوء إلى جانب الإطلالة إحدى أهم القوى الدافعة للمنزل، وعليه تم تصميم المشروع بوحيٍ من التضاريس الكارستية الكرواتية، مثل المنحدرات الحادة والكهوف وبالوعات الإذابة والبالوعات الانهدامية.

بشكلٍ مجازي تبدو الكتلة وكأنها صخرة غارقة جزئياً في باطن الأرض، حيث تم تصميم غرف النوم السبعة على ثلاث مستويات منخفضةً ما أمكن لتعزيز اندماج المنتجع والمناظر الطبيعية المحيطة به، والاستفادة بالتالي من وقوعه على حافة المنحدر.

أما مفهوم الصدفة، فيظهر جلياً في شكل المبنى السكني المتطاول الأشبه بمنحني الأضلع، والذي استقته حديد من أشكال الأصداف المتواجد بكثرة على الساحل الكرواتي، في الوقت الذي تسمح أبواب الشقق المنزلقة بالانفتاح على التراسات الخارجية والساحات.

وهنا تسترعينا الحديقة في الجهة الشمالية، والتي سيتم استخدامها مستقبلاً كمنطقة ترفيهية وعازلة في الوقت نفسه عن البلدة والطريق شبه العامة… وبذلك سوف تغدو كرواتيا منافساً قوياً في الأوساط المعمارية، وقد نفضت عنها رداء العمارة القوطية والفينيسية، وتحلت برداءٍ معاصر حاكته أيدٍ عراقية.

إقرأ ايضًا