زها حديد تعود إلى العراق

7

وافق مجلس الوزراء العراقي على تكليف المعمارية العالمية ابنة البلد زها حديد بتصميم مقر البنك المركزي الجديد الذي تعرض لهجومٍ مسلح قبل شهرين في قلب العاصمة العراقية بغداد، حيث أسفر الهجوم عن مقتل 18 شخصاً وإصابة 50… وطبعاً تدمير المبنى، ليمثل هذا المشروع بذلك الظهور الأول لحديد في بلدها الأم بعد أكثر من ثلاثين عاماً.

وصرّحت المعمارية العراقية في مقابلةٍ أجرتها مع صحيفة الإندبندنت البريطانية بأنه من الصعب العودة إلى بغداد بعد ثلاثين عاماً من فراقها، ولكنها في المقابل لم تخفي تأثرها بزياراتها وهي في سن المراهقة لما تبقى من المدن السومرية في العراق، ولا نعلم بعد فيما إذا كانت حديد ستقوم بتصميم مبنى البنك المركزي الجديد على طابع مدينة أور الأميري رداً على الاتهامات التي طالت تصاميمها منذ فترة والتي رآها البعض أكثر ملاءمةً لصحراء العراق.

وعلقت حديد عن ارتيابها من زيارة بغداد بأنها لم تعد إلى هناك منذ رحيل عائلتها عنها في أعقاب استيلاء حزب البعث على السلطة في العراق، كما وإن العمل في العراق سيشكل لها تحدياً واضحاً.

وتتذكر زها هنا “الضواحي الجميلة والمساكن الحديثة التي أصبحت الآن مهجورة” بقولها “من الصعب أن أضع نفسي في هذا الموقف، فحتى بعد مرور 30 عاماً لا تزال ذكريات طفولتي عالقة في ذهني… إنه أمرٌ صعبٌ عاطفياً، فقد رحل أبواي وبيتنا لا يزال هناك، ولكن كل شيء تغير كما قيل لي.”

فقد قامت المعمارية الأصل بالسفر في أوائل هذه الصيف إلى استانبول لمقابلة مدير البنك السيد سنان الشبيبي وطرح التصاميم الأولية لمبنى البنك للدراسة، وبذلك سوف تتحقق ولادة جديدة للبنك القديم الذي قام بتصميمه فيما مضى معماريو dissing + weitling من الدنمارك في العام 1985 على يد ابنة البلد هذه المرة التي ستضخ من عاطفتها الشيء الكثير في هيكل المبنى الإسمنتي ذي الواجهات الرخامية، الذي يُتوقع أن يكون بمثابة رمزٍ لعراقٍ جديد في المستقبل.

كما وتشير التوقعات إلى أن المقر الجديد سيمكّن السلطة النقدية في البنك العراقي المركزي CBI من أداء دورها وانتشال الاقتصاد العراقي ودعم استقراره ونموه، والفضل لأنامل زها حديد السحرية التي ستشارك في تطوير واحدٍ من أولى البنوك المركزية في العالم العربي وصاحب الحق الوحيد في إصدار العملة الوطنية العراقية… الدينار.

إقرأ ايضًا