العلماء يكتشفون سر وصفة الإسمنت الرومانية التي تبقي على المباني مشيدةً لقرون

10

لا يخف على أحد حقيقة أن المباني التي يتم إنشاؤها منذ القرن الماضي وحتى يومنا هذا تختبر حالاتٍ من التقادم والاهتراء لا تسمح بإبقائها واقفةً مدةً تتجاوز العقود من الزمن؛ ليتم استبدالها فيما بعد بأخرى جديدة لا تلبث أن تذوي أيضاً، وبالتأمل في ذلك الواقع يتبادر إلى الذهن سؤال ما الذي يبقي على المباني الأثرية القديمة مثل مبنى الكولوسيوم الروماني منتصبةً أمامنا حتى اليوم؟

أشارت دراسةٌ جديدة تم نشرها في Proceedings of the National Academy of Sciences إلى وجود معدن في الملاط القديم يتشكّل بفضله مادة بناء كفؤة إنشائياً وبيئياً.

بشكلٍ أساسي يتألف الملاط المعماري الروماني من رمادٍ بركاني ومياه وحجر كلسي كانوا يخلطوهم مع حجارة بركانية وقطعٍ من القرميد. وبحسب الأشعة السينية التي صور بها العلماء مقاطع المادة يتشكّل معدن كريستالي يسمىsträtlingite يحمي المادة من التصدع.

وبحسب عالمة البراكين والعالمة قائدة الفريق ماري جاكسون Marie Jackson من قسم الهندسة البيئية والمدنية في جامعة بريكلي فإن ذلك المعدن “يقوّي المناطق الوجيهية ومادة النسيج البيخلوية الإسمنتية. فالنمو الداخلي الكثيف للكريستالات يمنع انتشار الشقوق ويحفظ التماسك على المستوى المجهري والذي بدوره يمكّن الإسمنت من الحفاظ على مقاومته الكيمائية والسلامة الإنشائية ضمن بيئة زلزالية نشطة ولآلاف السنين.”

فالوصفة الرومانية للإسمنت أقل مسامية وتتطلب درجات حرارة أقل من إسمنت بورتلاند على سبيل المثال وهو أكثر أنواع الإسمنت استخداماً في العالم والمسؤول أيضاً عن حوالي 7% من انبعاثات الكربون على كوكبنا.

“إذا استطعنا إيجاد طرقٍ لتضمين مكوّن حجمي مادي من صخرٍ بركاني في إنتاج الإسمنت نستطيع عندها أن ننقض بشكلٍ كبير انبعاثات الكربون المرتبطة بإنتاجه وأن نحسّن أيضاً ديمومته ومقاومته الآلية عبر الزمن.” بحسب جاكسون.

إقرأ ايضًا