في مقالة لها بعنوان “خمس قواعد يكسرها المصممون ليبرزوا” أبرزت الكاتبة جانيلا زارا Janelle Zara أمثلةً من عالم التصميم المعماري لقواعد قد تعتبر مسلمات لدى البعض ولا يمكن كسرها من أجل خلق تصميم ناجح؛ مع ذلك قام مصمموا هذا النماذج بتحديها وكسرها، وبفعلهم هذا قدموا تصاميم ينطبق عليها المصطلح “خارج الصندوق” بشكلٍ مثالي. من هنا قامت كاتبة المقال بضرب أمثلتها من تصاميم بعض الفائزين بجائزة A+ قام كل منها بكسر قاعدة “مسلمة” في عالم التصميم:
أول قاعدة تم كسرها هي “الجدار حاجز” هنا قامت الشركة السويسرية فيتروكسا Vitrocsa بإزالة الحاجز بين الداخل والخارج من خلال نظام جدرانها الغير مرئية والحاصل على براءة إختراع. هذه الجدران ذات سماكة 18 ملم ليست شفافة ومقاومة لرياح الأعاصير وحسب؛ وإنما أيضاً يمكن التحكم بها شاقولياً وأفقياً بحيث تنزلق منفتحةً ما بين الفراغات المختلفة.
ثاني قاعدة كانت هي “من المهذب أن يتحدث الناس مع بعضهم بأحاديث جانبية” من خلال تصميم شكل كراسي الإنتظار يمكن للمصمم فرض نوعية الأحاديث التي سيقوم بها الجالسون في التصميم المختار ألغى المصمم هوورث Haworth التواصل بين جموع المنتظرين نهائياً من خلال كراسيه “الكبائنية” الصغيرة.
القاعدة الثالثة هي “الجاذبية”: قانون الجاذبية المفروض بفعل القوة المغناطيسية الأرضية تتحداه النباتات بنموها نحو الأعلى؛ والمصممون الفائزون في فئة اللاندسكيب، كسروا القاعدة ليجعلوا حدائقهم تنمو باتجاه الأسفل، وهي تتدلى في الهواء مقاومةً الرياح. إستخدم المصمم باتريك بلاك Patrick Blanc، ليصمم حديقته العمودية المعلقة خارج متحف الفن Perez Art Museum الخاص بـ Herzog & de Meuron، أنابيب فايبر غلاس لشركة JTI Company والتي يصل وزنها لحد الطن، ولكنها مع ذلك يمكنها مقاومة هبوب الأعاصير.
أما بالنسبة للقاعدة الرابعة فهي “المكتب فراغٌ ثابت” هنا قام المعمار الشهير ريم كولهاس من خلال شركته أوما OMA بتصميم فرش مكتبي نابض بالحياة من أجل الشركة الأمريكية نول Knoll؛ هذا الفرش المتحرك هيدروليكياً يمكن أن يعطي أشكالاً مختلفة لأغراضٍ متنوعة وليضفي على الأجواء المكتبية الممللة حيوية وحركة.
أخيراً القاعدة الخامسة: “للإستحمام وضعية واحدة” وهي المعروفة بين الناس “وقوفاً” لكن المصممين Dornbracht هنا لم “يقفوا” عند هذا الحد فصمموا فراغ الدش الأفقي برؤوسه المائية الست؛ والتي تقوم بتأمين ثلاث وظائف؛ هي التوازن والتزويد بالطاقة وإزالة التوتر، دون أن يقوم المستحم برفع رأسه.
كل هذا إن دل على شيء فهو يدل على عالمٍ مليءٍ بالإمكانيات والإحتمالات المفتوحة وما على المصممين سوى الإبتكار!