تركيبة شجرة الكرز… لا شيء سوى البلاستيك

40

إن كان الماس يُصنع من الفحم، فليس من المستغرب أن تكون أشجار الكرز هذه مصنوعة من الأنابيب البلاستيكية والوصلات السلكية!

حيث احتلت هذه التركيبة المعمارية المميزة بتوقيع المصمم البريطاني توم برايس غرفةً كاملةً في صالة عرض إندستري في العاصمة الأمريكية واشنطن، الشهر الفائت، راميةً بظلالها الرقيقة على كافة الجدران المحيطة بها.

أما عن مصدر إلهام برايس بهذا العمل الفني، فهي أحداث مهرجان براعم الكرز الوطني، الذي حضره برايس الربيع الفائت في واشنطن، والذي أوحى إليه باستخدام أدوات خاصة للغاية لتسخين الأنابيب البلاستيكية كي تصبح قابلة للثني والالتفاف، وفي النهاية تشكيل أشجار الكرز المرغوبة.

الجدير بالذكر هنا أن هذا العمل ليس بغريبٍ عن برايس؛ فهو متخصص في تصميم المفروشات الحديثة والمنحوتات وتصميم تجهيزات الإنارة، وقد عُرضت له الكثير من الأعمال في المتاحف العالمية وصالات العرض واقتناها الكثيرون في مجموعاتٍ خاصة.

وطبعاً يتميز كمٌّ كبير من أعمال برايس باستخدام مواد غير اعتيادية، وبمعنى أدق، يرى برايس أنه من الضروري ابتكار أدوات جديدة وتقنيات مختلفة للتوصل إلى النتائج المطلوبة من عمليات التصنيع المحددة.

وعن هذا يعلّق برايس ” أحب أن أرى نفسي كشخصٍ متعاون مع المواد والعمليات والظواهر، وأن النتيجة النهائية الملموسة هي نتاج توافقٍ متبادل.”

وفي لمحةٍ عن برايس، نشير إلى أنه قد تخرج من الكلية الملكية للفنون، وهذه الخلفية الخاصة في مجال الفنون الجميلة هي ما يملي مقاربته التصميمة الخاصة، التي تُعتبر مقاربة نحتيةً للغاية في المظهر والمفهوم.

فالأغلبية العظمى من مجموعات توم برايس ومفروشاته هي أبعد ما تكون عن التقليدية، وهذا ربما ما أوصله للعديد من المتاحف العالمية، كمتحف الفن الحديث في سان فرانسيسكو على سبيل المثال.

في الختام نشير إلى أن العديد من الكتب التصميمية المرموقة تثني على موهبة برايس وتقنياته الخاصة؛ ونذكر من بينها كتاب “الرغبة” لـ إليزابيث هونيرلا، وكتاب “المفروشات المعاصرة” بتوقيع مارتن ويلنر وأندريا ميلهوز، وغيرها من المصادر التصميمية الهامة.

إقرأ ايضًا