نموذج معماري أولي يكشف عن آلة لإنتاج الأوكسجين في مدينة إشبيلية

6

أعلن كلٌّ من Claudia Pasquero و Marco Poletto وهما مؤسسي استوديو ecoLogicStudio المعماري على خلفية مهرجان “Beyond Media” الذي أقيم في فلورنسا في إيطاليا، عن مشروع STEMcloud في نسخته الثانية، والذي يعتبر رؤية معاصرة عن العمارة الجينية، وإحدى الطرق التي يمكن أن يضخ من خلالها التفاعل الإنساني الحياة في المشاريع المعمارية.

يقترح المشروع تطوير واختبار نموذج معماري أولي عبارة عن آلة لإنتاج الأوكسجين، ليعمل هذا القالب التكنولوجي فيما بعد على شكل أرضية خصبة للأحياء المجهرية التي تم العثور عليها في نهر Guadalquivir المحلي في مدينة إشبيلية الإسبانية، وليتم إشراك العامة في عملية التخصيب بشكلٍ تفاعلي.

من جهة أخرى، فإن شفافية وسهولة استخدام هذا النظام المعماري سوف تسمح بأن تكون عملية إنتاج الأوكسجين المزعومة واضحةً للعيان بشكل مرئي وملموس، دون أن تتعارض مع المناخ المحلي للمعرض، إذ بإمكان العامة إطعام الأحياء التي تسكن مياه النهر وتزويدها بالمواد الغذائية، إلى جانب الضوء وثاني أكسيد الكربون، وبالتالي تزويد مساحة المعرض نفسها بالأوكسجين.

وسوف تحدث عملية النمو من خلال تفاعل العامة مع هذه الأنماط الحية، الأمر الذي سوف يؤثر بدوره على هذه الأنماط وتأثيراتها البصرية، في حين يتم تحفيز العديد من دورات التغذية الراجعة في داخل عناصر هذا النظام، فيما إذا تم تطبيقه في بيئة المعرض وفي داخل المدينة نفسها.

حيث يمكننا أن نرى هذا النموذج الموسع من العمارة الشاملة، من مصطلح علم التحكم الآلي، عبارة عن معبر متعدد الطبقات من حلقات التغذية الراجعة، إذ يوفر لنا هذا العلم إطاراً عملياً يتناسب مع عوامل التغير والتحول؛ وهي الصفات الأهم فيما إذا أردنا التعمّق في العمارة من وجهة نظر بيئية، حيث يحدد الناس وحدهم نقطة بداية التجربة، الأمر الذي يجسد شرطاً أساسياً لطالما نادى العلماء بضرورته لتعزيز التفاعل.

وتضم المجموعة الأساسية في نجاح تجربة مدينة إشبيلية ثلاثة عناصر هي؛ البيئات العمرانية أي بيئة النهر ومساحة المعرض، وتليها الآلة المعمارية أو STEMcloud وأخيراً التفاعل البشري وهنا من خلال الزوار، ويمكننا القول بأن هذه النظم غاية في التنوع والاختلاف، تتفاعل فيما بينها عبر طرق عديدة، وتكشف في الوقت نفسه عن تجربة معقدة ونتائج لا يمكن التنبؤ بها.

فمن المستحيل معرفة نوع التوازن الذي سوف يظهر في كل من الأنظمة الثلاث، وأي نوع من الطحالب -مثلاً- سوف ينمو..وكيف سيكون رد فعل الزوار..وفي حال استحالة التحكم بالتجربة يكون السبب انقطاع التواصل وحده، إذ تم ابتكار STEMcloud بغرض تعزيز التواصل بين الأنظمة التي تحدثنا عنها سابقاً عن طريق التركيز على عملية التعلم والحوار.

وكنتيجة لذلك سوف نرى الزوار وكأنهم علماء بيئة مختصين في حين تصبح STEMcloud أشبه ببيئة حية، وأخيراً ليصبح المعرض بأكمله حديقة أوكسجين أو حتى مختبر، وليس هذا فقط، حيث تم تصميم النظام إلى جانب قنوات الاتصال بين الأنظمة بعناية فائقة، والتي يمكن تلخيصها على شكل سلسلة من حلقات التغذية الراجعة كما أوضحنا سابقاً.

تعمل دورة التغذية الراجعة الميكانيكية على مرحلتين، حيث تكشف الدورة الأولى عن طور النمو العضوي وعلاقته مع حقل الإشعاع، وذلك عن طريق تسليط الطيف الضوئي على نحو شامل واستراتيجي لتوليد حقل الإشعاع، والحفاظ على معدل استقراره حتى نهاية العملية، كما ويتم تحفيز نمو الطحالب من خلال هذا الحقل ومن ثم تقوم هذه الطحالب بالاستجابة له، إذ نلاحظ ظهور التغذية الراجعة بينما تقوم كل مجموعة بتطوير توازنها الداخلي الخاص بها.

وأخيراً نصل إلى الدورة الثانية التي تكشف هي الأخرى عن طور النمو العضوي وعلاقته مع المواد المغذية، حيث يتم إقحام المواد الغذائية في النظام بهدف إطلاق شرارة البداية، ونلاحظ بأن المجموعات الأكثر نشاطاً تستهلك عدداً أكبر من المواد الغذائية وتنمو بالتالي بشكل أسرع، كما ويمكننا أيضاً الملاحظة بأن المجموعات سريعة النمو تكشف عن نسبة لاشفافية أكبر عند تعرض حقل الإشعاع للضوء، في حين يُسهم التنسيق بين المواد الغذائية والإشعاع في تعزيز أوجه التباين.

إقرأ ايضًا