ساري هندي يطوق جسد إحدى المجمعات في نويدا

10

لابد وأن فريق STL قد أعدّ دراسة مسبقة عن تاريخ الهند قبل تصميمه لهذا المبنى، فبما أنه من الصعب أن تزور الهند ولا تشتري ثوب ساري، من الصعب أيضاً إيجاد مشروع في تلك المنطقة لا يحمل شيئاً من ثقافتها الغنية.

لذلك ارتأى فريق STL خلال تصميم مجمع Spiretec متعدد الاستخدامات في نويدا أن يجمع رواسب تلك الثقافة، في محاولةٍ جادة للتعريف بالعمارة الهندية وتحويلها إلى كسوة، حيث تتألف كسوة المجمع الخارجية هذه من طبقةٍ مزدوجة تخدم بمثابة تجويف لتهوية المبنى، تليها طبقة أخرى تتألف من ألواحٍ هندسية تقوم بتأمين أعلى مستوى من الشفافية.

أما الأمر الأكثر إثارة بالنظر إلى الكسوة الخارجية، فهو تتبّع هذه الألواح في أشكالها الهندسية الأشكال المستخدمة في الأقمشة الهندية التقليدية، إذ تخدم هذه التخريمات -عدا عن الناحية الجمالية- كمرشحاتٍ لأشعة الشمس، حيث تقوم بترشيح أشعة الشمس كما تقوم الثقوب في المناخل بترشيح الدقيق، وهنا نلاحظ كيف ازدانت هذه الثقوب بألوانٍ مختلفة حتى باتت الكسوة تطوق المبنى كما يلف الساري الهندي أجساد النساء الهنديات.

لقد استطاع الموقع الاستراتيجي للمجمع أن يخلق ما يشبه المنارة لمدينة نويدا في النهاية الجنوبية الغربية من الموقع، حيث تخفي تلك التخريمات والألوان تحتها العديد من الصروح القيمة، من الفنادق إلى الشقق السكنية وصولاً إلى المساحات التجارية والثقافية، والتي من المتوقع أن تحول المجمع إلى وجهةٍ مفضلة لأهالي نويدا وجميع سكان الهند عامةً.

وبغض النظر عن قدرة هذا المجمع على إثراء الحياة المدنية هناك، استطاع Spiretec أن يخدم بمثابة رئة خضراء لكامل الموقع، حيث تم تبطين الداخل بحديقة عمودية غنّاء تمتد على ارتفاع عشرين طابقاً، وهنا تمت مراعاة العوامل المناخية في انتقاء أنواع النباتات، لذا نلاحظ وجود نباتات صحراوية تتحمل الجفاف، تضم فيما تضم أعشاباً وزهوراً إلى جانب نباتات اللبلاب والسرخس.

إقرأ ايضًا