ناطحة الأرض في مدينة مكسيكو

4

لا تحاول عزيزي القارئ ضبط شاشة حاسوبك؛ فهي على خير ما يرام.

ما تراه هنا ليس بصورةٍ مشوهة على الإطلاق، ولست بحاجةٍ لأن تقلب نفسك رأساً على عقب كي تراها بوضوح.

إنها ناطحة السحاب المبهرة التي اقترحها فريق BNKR في مدينة مكسيكو، التي تُعتبر واحدة من أكبر مدن العالم وأكثرها كثافةً بالسكان وأغناها أيضاً بالإرث الثقافي.

وهذا تماماً ما فسح المجال أمام تصميم ناطحة السحاب هذه اعتماداً على التاريخ وبطريقة خضراء أيضاً.

إذ يخطط فريق BNKR المعماري حالياً لخلق ناطحة سحاب مستدامة من 55 طابقاً تحت الأرض، تحمل اسم “ناطحة الأرض”.

حيث تقطع ناطحة السحاب هذه ساحة المدينة الرئيسة خالقةً مساحةً متعددة الاستخدامات، تملؤها الحدائق العمودية والاستراتيجيات الموفرة للطاقة وغيرها من الابتكارات.

لكن هنا تجدر بنا الإشارة إلى أمرٍ هام؛ فنظراً إلى أهمية المكسيك التاريخية، تحظر القوانين المحلية والفدرالية هدم المباني التاريخية، وتضع قوانين أخرى صارمة للغاية فيما يخص إنشاء المباني الجديدة، التي يجب ألا تتجاوز في ارتفاعها الثمانية طوابق.

وهذا تماماً ما دفع فريق BNKR إلى ابتكار مبنى ضخم يحفر الأرض في قلب المدينة، ليقدم لها ما تحتاجه من المساحات المكتبية والتجارية والمساحات المعيشية الضرورية.

إذ ستتضمن الطوابق العشر الأولى من الكتلة المتحف الخاص بالفترة ما قبل الكولومبية، حيث سيسمح السقف الزجاجي هناك لكافة الزوار بالسير عبر الساحة والتمتع بالتحف الفنية أسفلهم.

أما عن الطوابق العشر التالية، فستكون مخصصة للبيع بالتجزئة والمناطق السكنية، وقد تم وضع هذه الطوابق أسفل طوابق المتحف عمداً، كي يكون على الناس التجوال فيها واستكشاف تاريخ المدينة، الذي لربما كانوا ليتجاهلوه لولا هذا الإجراء.

بالنسبة للطوابق الـ 35 التالية فتلك مخصصة للمساحات المكتبية. إلا أن التصميم برمّته يحتفي بفجوةٍ مركزية ضخمة تسمح للضوء والهواء الطبيعيين بالتدفق عبر كافة الطوابق، كما تساعد “الردهات الأرضية” الموجودة بين كل عشرة طوابق، على تزويد المبنى بالهواء المنعش والنظيف، بفضل أحواض النباتات الموجودة فيها والحدائق العمودية التي ترشح الهواء من السموم وتنتج المزيد من الأوكسيجين، هذا عدا عن دورها كمساحة اجتماعية مفتوحة ونظيفة تباعد أجزاء الكتلة وتزيدها إشراقاً.

أما بالنسبة للطوابق السفلية الأخيرة من ناطحة السحاب، فقد تم تخصيصها كأجزاء فنية للمبنى، حيث هناك يدفع مولدٌّ مائي المياه عبر مضخات الجدار الخارجي، ويعيد تدوير المياه المستخدمة والنظيفة لباقي مرافق المبنى، في الوقت الذي يولد فيه معظم الكهرباء اللازمة للمنشأة.

يمكننا القول ختاماً، أن ساحة “زولكا”، وهي الساحة المركزية في المدينة، لربما كانت أفضل خيارٍ للمشروع، إذ تحيط بها صروح معمارية هامة؛ كالكثدارئية العواصمية والقصر الوطني وساحة الدستور، إلى جانب محطة الأنفاق… إنها واحدة من أكثر المواقع ازدحاماً في المدينة، وقد باتت الآن مع تصميم فريق BNKR أكثر غنىً وثراءً مع نفس الخصائص الجمالية التاريخية، ولكن مضافٌ إليها ناطحة أرض مبهرة تزيدها صخباً.

إقرأ ايضًا