في مواجهة الاحتباس الحراري…مصدر جديد للطاقة المتجددة في العالم

4

لقد استطاع العلماء تسخير قوة أمواج البحر في توليد الطاقة وقدموا للعالم مصدراً جديداً للطاقة المتجددة. ولكن هل يمكن التوجه إلى الاستفادة من اختلاف درجات حرارة المياه في المحيطات لتكون مصدرنا الجديد؟ هذا ما ستحققه الفكرة التي أصبح عمرها عقداً من الزمن لإنتاج الطاقة الكهربائية المتجددة من الشطآن والجزر العائمة.

وكان الفيزيائي الفرنسي Jacques-Arsène d’Arsonval في القرن التاسع عشر أول من فكر بالمحيطات لتكون من أكبر وأعظم جامعات الطاقة الشمسية، ونصت فكرته على خلق جزيرةٍ صناعيةٍ تجمع طاقة الرياح والأمواج والشمس في المناطق الاستوائية.

وبوحيٍّ من فكرة d’Arsonval قام المهندس والمعماري Dominic Michaelis مع ابنه المعماري Alex Michaelin وبالتعاون مع Trevor Cooper-Chadwick بتطوير تقنيةٍ جديدةٍ أسموها (Ocean Thermal Energy Conversion (OTEC أي تقنية تحويل الطاقة الحرارية للمحيطات.

حيث تستفيد التقنية من اختلاف درجات الحرارة بين مياه أسطح المحيطات “والتي تصل إلى 29 درجةٍ سيلسزية في المناخات الاستوائية”، والمياه على عمق كيلومتر للأسفل حيث تبلغ درجة الحرارة “خمس درجاتٍ سيليزية فقط”.

وبالنظر إلى كيفية عملها نجد أن المياه الدافئة على الأسطح تعمل على تسخين النشادر السائل فتبخره، وهكذا يعمل البخار على تحريك التوربينات التي تولد الطاقة الكهربائية. ثم يبرد النشادر باستخدام المياه الباردة في أعماق المحيط عائداً إلى حالته السائلة، مما يجعل العملية تعيد نفسها مراراً وتكراراً.

هذا ويطمح التصميم الذي قدمه المعماريون الثلاثة لبناء جزرٍ صناعيةٍ سداسية الشكل من الإسمنت المسلح والمعادن غير المتآكلة، حيث تطفو على وجه الماء وتولّد الطاقة الكهربائية بعزم الرياح والأمواج وأشعة الشمس، وتتضمن أيضاً تقنية OTEC .

ومن المقدر بأن كل مجموعة جزرٍ يمكنها إنتاج حوالي 250 MW، مما يعني أن 50,000 جزيرة طاقة يمكنها تلبية متطلبات العالم بأكمله دوناً عن تزويد كل شخص يومياً بـ طنين من الماء العذب، على اعتبار أن المياه العذبة المكررة من الملح هي من النواتج الجانبية لتقنية OTEC. مع العلم أن كفاءة تقنية OTEC تزيد بزيادة الفروقات بين درجة حرارة مياه أسطح المحيطات وأعماقها مما يجعل المحيطات في المناطق الاستوائية وما يحيط بها أكفأ أماكن بناء جزر الطاقة في العالم.

كما سيتم تنفيذ الفكرة لاحقاً هذا العام في منظمة Virgin Earth Challenge بإدارة السيد Richard Branson والتي كانت قد قدمت جائزة 25 مليون دولار للحلول الابتكارية في مواجهة مشكلة الانحباس الحراري.

إقرأ ايضًا