تصميم مدينة تعالت على الطبيعة

10

صمم Richard Hardy المتخرج حديثاً من جامعة Bartlett للعمارة فيلماً قصيراً يصوّر فيه مدينةً مستدامةً ذكيةٌ اصطناعياً ومستقلة. ويُعرض أمامك الفيلم عارضاً تفاصيل المدينة الغريبة بألوانها وأشكالها وحركة عناصرها التي تُصور مدى التأقلم والتكيف مع الطبيعة والبيئة. فكل من في المدينة من منازل وأبنية ومرافق وحتى الطرق تحصل على طاقتها من مصادر الطاقة المتجددة الموجودة في بيئتها.

وقد سمى Hardy مدينته بالمدينة المتعالية The Transcendent City، حيث ينطوي الاسم عن عدة معانٍ نراها في الفيلم بوضوح، فهي مدينةٌ تتجاوز الطبيعة وتتفوق عليها ونراها غريبةً غامضةً مبهمة في نفس الوقت.

فقد تخيل Hardy وجود آلةٍ جديدةٍ تطورت تبعاً لعدم قدرة المجتمع على التغلب على الأخطار البيئية التي يواجهها. فكان هدف الفيلم أن يتعمق متغللاً بين ثنايا أفكارٍ وحلولٍ واقتراحاتٍ تطرح فكرة الذكاء الاصطناعي عندما يتم تطبيقه في المدن، ويعرض مدى حاجة المجتمع المستقبلي لهكذا تطور.

هنا علينا أن نذكر أن Hardy كان قد قدم رسالة الماجستير تحت نفس العنوان وبنفس الفكرة والهدف، ودعمها بالفيلم الذي رسمه بيده مبدئياً ثم عمل على تحويله رقمياً إلى صورٍ متحركةٍ تحاكي التقنية اليابانية في إنتاج الرسوم المتحركة الرقمية.

ويشرح Hardy فكرته قائلاً: تطور مفهوم المدينة المستدامة للمستقبل من أجل مجتمعٍ لا يستجيب اليوم للأخطار البيئية التي يتعرض لها. ويعني “التعالي” في هذه الحالة أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من تجاوز ذكاء البشر.

فالمدينة بأكملها ستكون آلةً عملاقةً متكاملة تتوزع فيها المهام وتتكافل مع بعضها وتمتد على مساحة الكرة الأرضية متأقلمةً مع النظام البيئي الطبيعي الذي تتعرض له، مستمدةً طاقتها من مصادر الطاقة الطبيعية على الأرض حسب توافرها في الأماكن المختلفة.

تكمن رغبة Hardy في أن يخلق توازناً داخل نظام المدينة يتوازن بدوره مع الأنظمة الطبيعية الأكبر التي يخضع لها، أو النظام الأكبر وهو “جايا” أو Gaia، أي الأرض كما كان يسميها الإغريق. فتمت عملية هندسة النظام داخلياً بنظامٍ جزيئيٍّ وبتقنيات النانو التي تتحكم بها حواسيب جزيئية ترصد وتحلل البيئة.

ويعلق Hardy ختاماً: أنتجت الفيلم لرسالة الماجستير الخاصة بي في العمارة لأطرح تساؤلاً فيما إذا كان مفهوم الذكاء الاصطناعي سيصبح ضرورةً لمراحل التطور البشري، وإن كنا بالتالي سنعتنق التقنيات الملحة التي قد تساعدنا على حل مشاكل مدننا لتصبح أكثر استدامة.

إقرأ ايضًا