الرجل الصغير اللماع

9

إن هذا المكعب الثقيل ظاهرياً قد تم تصميمه في الواقع ليطير كطائرةٍ ورقية.

فتحت اسم “الرجل الصغير اللماع” صمم كلاً من هيذر وإيفان موريسن هذا المكعب المميز باستخدام 23 ألف عنصرٍ مفرد، حيث تتألف هذه الطائرة الورقية من قضبانٍ من الليف الكربوني، وهو عبارة عن نسيج يدوي الصنع يستخدم عادةً في أشرعة اليخوت والوصلات النيلونية.

لكن كيف وُلدت هذه التركيبة؟

تم تصميم هذه المنحوتة بالتعاون مع المعماري الإنكليزي ساش ريدنغ واستديو كوين آند كروفورد للتصنيع والتصميم في برمنغهام، وهو تصميمٌ قائم في الأساس على طائرات تيترا الورقية التي ابتكرها آلكساندر غراهام بيل.

ولكن هنا تم نسخ الجزء مزدوج الأجنحة، وتم فيما بعد توزيعه ضمن كتلة خلوية ضيقة تبدو كمكعب ثقيلٍ غير قابل للطيران، ولكن بفضل استخدام مواد خفيفة الوزن وتماثل في الوحدات والأجزاء المشكّلة للمنحوتة، سيتمكن المكعب من الطيران بحرية وثبات.

أما عن النموذج الذي يبدو محلقاً في الصور، فهو واحدٌ من مجموعةٍ مؤلفةٍ من ثلاثة قطع تشكّل مع بعضها البعض التصميم النهائي، الذي سيتم تعليقه في مشروع بتوقيع المطور “داندارا” في منطقة كاسل كوي، حيث ستبقى المنحوتة في ردهة المبنى بصورةٍ دائمة، باستثناء مرةٍ كل عام عندما يتم أخذها من موقعها لتحلق في الخليج المحلي.

الجدير بالذكر هنا أن هذه المنحوتة قد واجهت العديد من التحديات قبل أن تخرج بهذا الشكل، إذ كان على التصميم أن يكون قوياً وخفيفاً بحيث يتمكن من الطيران، ولكن كان عليه أيضاً أن يعود إلى الأرض بأقل قدرٍ ممكن من الأضرار كي يتم تعليقه مجدداً كجزءٍ من المنحوتة ثلاثية الأقسام.

وهذا ما تم التوصل إليه بفضل الاختيار الحكيم لمواد البناء، التي ينجم عنها أيضاً تأثيرٌ بصري من العمق والانكسار يعطي الكتلة الثقيلة لمسةً خفيفة للغاية.

أما عن مهمة استديو كوين آند كروفورد للتصنيع والتصميم فقد تجسدت في ابتكار نظام المفصلات المبتكر “CKJ_01″، وهي عبارة عن مفصلات عالمية من النيلون يمكنها تحمل مهمة ربط كل العناصر المؤلفة للتركيبة، ويمكن تصميمها وإنتاجها بسرعة كبيرة.

يُذكر ختاماً أن المنحوتة قد صُنعت بأكملها بشكلٍ يدوي، واستغرقت أكثر من 16 شهراً من العمل.

إقرأ ايضًا