من حوّل مسرحاً باريسياً قديماً إلى منصة تفاعلية؟!

2

قد تنطوي عملية إعادة هيكلة مسرحٍ قديم في قلب العاصمة الفرنسية باريس وتحويله إلى منصةٍ تفاعلية لموسيقى وفنون القرن الواحد والعشرين على العديد من المشاكل الصعبة.

ولكن لحلها جميعها دفعةً واحدة قام مكتب مانيول غنتارد بتصميم مكانٍ يمكنه احتضان كافة النشاطات الفنية المطروحة في أيامنا هذه؛ إنه مكان مفتوح لزيارات العامة، ولكنه أيضاً استديو يمكن فيه للفنانين القيام بعمليات الخلق والابتكار والابداع والتقديم.

بالنسبة لأولويات التصميم فقد كانت واضحةً تماماً؛ توفير مرافق الإنتاج الأساسية المتضمنة لثلاثة مساحات مخصصة للعروض الحية، حيث سيتم الكشف حول هذه النقاط الثلاثة عن استمراريةٍ متكاملة من المساحات المنسابة والمتحركة “المتنفسة”، والتي من شأنها أن تخدم كاستديوهات للعمل ومساحات للعروض بشكلٍ متناوب؛ أخيراً توجب على التصميم أن يقدم مجموعاتٍ للمؤدين ولعامة الناس خاصة بالفنون الرقمية والموسيقى الحديثة.

تتضمن الخدمات الأخرى المطلوبة في المشروع إيجاد مكتبة ومعارض وردهات ومقاهٍ ومتجراً للكتب بالإضافة إلى استديوهات للتدريب وما إلى ذلك.

ولنفخ الحياة في كل هذه البرامج المتغيرة والتماشي مع كافة المتغيرات في التخطيط الفراغي اقترح المصممون ابتكار قطعة مفروشات متحركة أُطلق عليها اسم ECLAIREUSE، هدفها بث الحياة في كل مستوى وإكمال المهمة المطلوبة.

فبتركيبها على عجلات يمكن لهذه الوحدات أن تتحرك من مكانٍ لآخر، وهذا ما سيؤدي إلى تغيير مشهد الديكور. وبفضل تصميمها المرن يمكن للفنانين وعامة الناس استخدام قطعة المفروشات هذه سواءً كان ذلك لابتكار تحفةٍ ما أو لتقديمها وعرضها؛ كما يمكن بفضل مفهومها البسيط للغاية تركيب عدة قطع منها وفكّها بكل سهولة بما يتناسب مع الحدث المقترح.

وهكذا يمكنها أن تكون مثلاً غرفاً لتبديل الملابس أو مكاتب أو حتى ملاحق فنية ومساكن للفنانين ومساحات مكرسة للباحثين وهلم جراً.

إنها قطعة قادرة على جعل المساحات تتنفس بسهولة وحتى تنقلب وتتغير وتتجدد بشكلٍ مستمر.

الجدير بالذكر ختاماً أنه قد تم استخدام سبعين قطعة من ECLAIREUSE لإنجاز هذا العمل، تم توزيعها في مختلف أرجاء المبنى لتحقيق أغراضٍ مختلفة.

إقرأ ايضًا