مزرعة اليعسوب لإنتاج الغذاء ذاتياً

7

على غرار أجنحة اليعسوب، عزمت جزيرة روزفلت في مدينة نيويورك، الكشف عن مزرعةٍ عمرانية، من شأنها التخفيف من مشاكل نقص الغذاء، وإعادة ربط المستهلكين مع المنتجات الغذائية، فقد بتنا نسمع مؤخراً بانتشار ظاهرة المزارع العمرانية في الأوساط المعمارية، ولكن في بلدة مزدحمة مثل منهاتن، كان لابد من الزراعة بشكلٍ عمودي.

لذا جاء الحل على أيدي المعماري البلجيكي فنسنت كاليبو الذي قام برفع مزرعة اليعسوب هذه حتى 130 طابقاً… ممتدةً على 600 م ليكون من المتوقع أن تستوعب 28 حقلاً زراعياً مختلفاً لإنتاج الفواكه والخضار واللحوم والحبوب ومنتجات الألبان، في المقابل سوف تنشط مزرعة كاليبو ذاتياً بنسبة مئة بالمئة، مستعينةً بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

كما وسيتخلل هذه المساحات الأقرب إلى الخيال مكاتب ومختبراتٍ للبحوث ومساكن ومرافق تم إقحامها جميعاً بين البساتين والمزراع وغرف الإنتاج، في الوقت الذي تتخلل فيه النباتات أجنحة المزرعة/اليعسوب المصنوعة من الزجاج والفولاذ، وذلك للمحافظة على تغذية التربة بشكلٍ مثالي من جهة، وإعادة استخدام المخلفات البيئية من جهةٍ أخرى.

فلقد تم تصميم الفراغات بين هذه الأجنحة للاستفادة من الطاقة الشمسية أكبر قدرٍ ممكن، من خلال تجميع الهواء الدافئ في الكتلة في فصل الشتاء، بينما يتم تبريد المزرعة بالاستفادة من التهوية الطبيعية بالإضافة إلى عملية تعرق النباتات الشبكية.

وأخيراً بإمكان الحدائق العمودية الخارجية تصفية مياه المطر، ومن ثم خلطها مع المخلفات السائلة، وقبل أن يتم توزيعها للاستخدام الزراعي، تخضع هذه المخلفات لمعالجة عضوية، في محاولةٍ لتوزيع وحفظ النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم.

ختاماً يرى الكثيرون أن مثل هذه المزارع العمرانية قد تكون أكثر ملاءمة للبلدان العربية من نيويورك، حيث سيكون من شأن ذلك الحث على الزراعة محلياً وإغلاق باب الاستيراد إلى غير رجعة… فكما يقول المثل “لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع”.

إقرأ ايضًا