125 برج في هونغ كونغ من لوغارثم واحد!

2

تحدثت الكثير من الجهات عن عرض “طرز معمارية طبيعية”، الذي جاء كبادرةٍ لتقصي إمكانية تصميم طرز معمارية صديقة للبيئة والمجتمع من خلال تقديم مشاريع تعاونية من هونغ كونغ، وذلك ضمن جناح هونغ كونغ في معرض البندقية للعمارة لعام 2010.

ولكن اليوم وكجزءٍ من هذا العرض جاء مشروع “العمارة المتسلسلة- أنظمة مضاعفة” مع كتابٍ مرفقٍ به من 400 صفحة ليستكشف العمارة الطبيعية والمعتادة في هونغ كونغ، تلك المدينة التي تتمتع بكثافةٍ بمعدّل 6,300 شخص في الكيلومتر المربع الواحد؛ فباعتبارها واحدةً من أكثر المدن كثافةً في العالم، يرى الكثيرون هونغ كونغ على أنها مكانٌ متنوعٌ ومعقد، خلقت فيه القيود الطبغرافية والظروف التاريخية الفريدة أشكالاً عمرانية تلاقي المتطلبات الأساسية لحياة المدينة.

ومع أن الاسكان في هونغ كونغ يقوم على مبدأ الأبراج، التي تسمح بمجالٍ كبيرٍ من التنوع، اعتمدت مقاربة التصميم الشائعة على أفكارٍ متكررة ومختزلة هدفها الأساسي هو الربح المادي.

بناءً عليه، جاءت فكرة “العمارة المتسلسلة- أنظمة مضاعفة” لتتحرى إمكانية إبداع وابتكار تنظيم جديد لأشكال الأبراج في هونغ كونغ.

إذ يخاطب معماريو Rocker-Lange من خلال هذا المشروع ظروف التصميم والبناء والمعيشة في هونغ كونغ، متحريين تقنيات تصميمية بديلة يمكن أن ينتج عنها سلسلة أبراج تكون متنوعة، وحتى قادرة على إنتاج ظروف معيشية فريدة من نوعها.

فإذا ما أخذنا بعين الاعتبار الاستخدام الكبير لوسائل وعمليات التصنيع الرقمية في أيامنا هذه، نجد أن مفهوم العمارة الوحدية التي يتم إنشاؤها من عناصر صناعية متطابقة تتم صناعتها بالجملة واقعٌ تحت ضغط تحدٍ كبير.

فاليوم وبالاعتماد على الحواسيب والبرمجيات المفتوحة المتنوعة، يمكن للعمارة أن تنتج أشكالاً متنوعة من سلسلةٍ واحدةٍ. إذ يمكن الوصول إلى نسخٍ تصميميةٍ متنوعة ضمن السلسلة الواحدة، بحيث يكون كل واحدٍ من هذه التصاميم فريد من نوعه، وفي نفس الوقت جزء من السلسة نفسها.

فعوضاً عن امتلاك شكلٍ ثابت، تقدم هذه المقاربة المقدرة على تطوير نماذج لمساحاتٍ مرنة قائمة على مجموعةٍ من العلاقات بين عناصر منفصلة. وفي ضوء ذلك، يمكن للمصمم أن يعيد تعريف النموذج ويبدله ليتمكن على إنتاج نسخٍ عديدةٍ متنوعة بناءً على البيانات المتنوعة المدخلة.

يتم تشكيل المشروع عن طريق استخدام نسبٍ مترابطة توّلد نسخاً لامتناهية من الأبراج ضمن إطار عملٍ محددٍ مسبقاً. وهنا قد تصيبكم الدهشة إذا ما علمتم أن معماريي Rocker-Lange قد استطاعوا توليد 125 نسخةً من الأبراج التي تم استقاؤها من لوغارثم واحد. حيث تم التوصل إلى خمسة مصفوفات نتج عن كل واحدةٍ منها 25 برجاً سكنياً لعائلات هونغ كونغ. إذ يتضمن كل برجٍ منها 60 طابقاً، في الوقت الذي تم فيه تطوير خطة الطابق الأساسية بالاعتماد على أشكال أبراجٍ قائمة في مدينة هونغ كونغ.

وبالحديث بتفصيلٍ أكبر، نشير هنا إلى أنه قد تم اعتماد معايير عالية في استخدام مواد ومساحاتٍ فعالة، كما تم تزويد الأبراج بمساحةٍ شبه عامة مغطاة تقع بين المصعد ومركز البرج والشقق، التي تنوعت مساحاتها سامحةً للمساحات شبه العامة بأن تتنوع أيضاً، وبالتالي تقدم برامج متنوعة.

أما عن التواء وانحناء البرج المميز، فهذا ما يسمح له بالتكيف مع المتطلبات الاجتماعية والبرمجية المتغيرة، إلى جانب الاحتياجات العمرانية والبيئية المتغيرة أيضاً على حدٍ سواء.

وختاماً ننوه هنا إلى أنه وعلى الرغم من اقتراح المشروع لاستخدام تقنيات التصميم الرقمية المعاصرة في العمارة، فهو في الوقت نفسه عبارة عن تعليق ناقد للاستخدام المفرط والزائد عن حده لهذه التقنيات.

إقرأ ايضًا