أجواء حماسية وعفوية في شاحنة جيمي أوليفر

7

بعد حصوله على جائزة إيمي عن برنامجه ” فود ريفلوشن” أو “ثورة الطعام” لتغيير النظام الغذائي لطلبة المدارس في مدينة هنتنغتون في فرجينيا، كان لابد من تصميم شاحنة فريدة من نوعها تلاقي متطلبات الشيف البريطاني جيمي أوليفر، ذلك الطباخ الأشهر في العالم الذي أخذ على عاتقه إطلاق هذه المبادرة من على الطريق بعد مطالبته الحكومة البريطانية مراراً وتكراراً بتبني نظام غذائي صحي في المدارس.

في سبيل ذلك قام أوليفر بطلب المساعدة من مجموعة روكويل المعمارية لتصميم شاحنةٍ متنقلة ليتمكن من التواصل عن قرب مع هؤلاء الأطفال وذويهم، فضلاً عن المسؤولين في المدارس، وتوعيتهم حيال أهمية الطعام والطهي الصحي، حيث سوف تخدم الرسومات الجريئة على السطح الخارجي للشاحنة بمثابة ممثلٍ عن هذه الثورة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ولكن شعار الثورة القوي بالأسود والأبيض، الذي يصور يداً تمسك بملعقة بجوار عبارة “ثورة طعام جيمي أوليفر” سوف يتم التخفيف من حدته ببعض الرسومات الخضراء والزرقاء والبيضاء والبرتقالية، التي تصور نجوماً وفواكه وأواني وخضروات.

أما أوليفر من جهته، فقد ارتأى تكرار الألوان نفسها التي تسيطر على الرسومات الغرافيكية في برنامجه على قناة الآي بي سي، وهو ما يظهر جلياً بالنظر إلى الخطوط المشعة بألوان الأحمر والأبيض التي تظهر على خلفية الشاحنة، وطبعاً كانت هذه الحركة خياراً صائباً من أوليفر، فقد أضافت على التصميم شيئاً من السرعة والحيوية، عدا عن كونها إشارةً إلى الحماس والعفوية التي تخيم على طريقته الخاصة بالطهي.

من المتوقع أن تحدث الشاحنة جلبةً عندما تصل إلى المدرسة أو الولاية أو الشارع أو أياً من أسواق المزارعين، حيث سيتفاجأ الجميع بقدرتها على التوسع في كافة الاتجاهات لإفساح المجال لحدث الطهي، إذ سيتم إبعاد جانبي الشاحنة إلى الخارج لعرض ما يحدث في الداخل على العلن، كما وسيتم نفخ كتلة بيضاء كبيرة مزدانة بالنجوم الحمراء في الخارج إلى الخلف من الشاحنة لاستقبال أحداث أكبر.

أما وفي الداخل من الشاحنة، فقد قام فريق روكويل بتغطية المساحة بورق الجدران الأبيض ومجموعة من الرسومات الملونة الشبيهة بتلك الموجودة في الخارج، بينما تم لصق نسخ أخرى ولكن بحجمٍ أكبر من هذه الرسومات على الأبواب والخزائن تكملها أسطح كوريان المشعة بقصاصات الورق الملون.

ومن الملفت للانتباه وجود خريطة مغناطيسية على جدران الشاحنة تعكس الأماكن التي تجولها الشاحنة، بالإضافة إلى كتابٍ كبير في الزاوية بصفحاتٍ بيضاء كبيرة من بينها صفحة ترحيبٍ بالزوار، وشاشة مدمجة لعرض أشرطة الفيديو الخاصة بأوليفر، ناهيك عن قائمة طعام تضم المكونات وصفحة شكر.

بالعودة للخارج، تظهر جراء دفع جانبي الشاحنة إلى الخارج غرفة تصلح كمطبخٍ خارجي وثماني محطاتٍ أو عربات منفصلة للطهي، إذ قامت مجموعة روكويل بتصميم كل محطة لتستقبل طفلين فقط، كما تم تشطيب هذه المحطات بكسوةٍ معدنية حمراء لجلب أنظار الأطفال، علاوةً على ذلك، تم رفد كل واحدةٍ منها طاولةٍ للتقطيع واثنين من المواقد، ومجموعة من السلال في الأسفل خاصة بالقدور والمقالي، ناهيك عن بعض الأدراج الخاصة بالأواني، وبهذه الطريقة يمكن للأطفال أن يروا بأنفسهم كم هو سهلٌ استخدام مكونات بسيطة لطهي وجبات صحية.

أما عندما ينتهي الأطفال من الطهي فيمكن تجميع هذه المحطات بسهولة معاً لتشكل طاولة واحدة كبيرة، حيث يمكن لهم أن يجلسوا جميعاً على الكراسي المعدنية الصغيرة ذات الوسائد الملونة بأشكال النجوم لتناول الطعام الذي قاموا بطهيه بأنفسهم، كما وقامت المجموعة بتصميم مفارش مخرمة لتوضع على الأطباق وتغلف بها أدوات المائدة، ويأتي هنا الجزء المفضل لدى هؤلاء الصغار مع انتهاء الطعام، حيث يمكنهم اللهو مع أقرانهم واللعب بينما يقومون بغسل الأطباق في المجالي المثبتة إلى الخلف من الشاحنة.

وأخيراً يمكن للتركيبة بأكملها أن تنقل إلى الخارج، لتمكين العامة من تجربة الطهي بأنفسهم على نطاقٍ أوسع والتفاعل فيما بينهم، وعند وصول الشاحنة نفسها، فإنها ستغمر المكان بأجواءٍ مسرحية غامرة للصغار والكبار على حدٍ سواء، حيث ستسمح لهم بالتفاعل مع المطابخ المؤقتة، والإطلاع على أسرار الوصفات الشهية التي يعدها جيمي أوليفر… وأكثر من ذلك.

إقرأ ايضًا