إن منزل A بمساحته البالغة 2400 قدم مربع هو ثورة حقيقية في عالم البناء، فمن مستوى الشارع يبدو المنزل أشبه بإضافة صندوقية أخرى على المساكن متوسطة الأحجام التي حولت مدينة البندقية إلى أشهر مكانٍ تجتمع فيه العمارة السكنية المعاصرة في لوس آنجلوس.
إلا أن كسوة المنزل ذات الألواح الخشبية والاسمنتية تخفي وراءها كتلةً إبداعية، يمكنها أن تحوّل صناعة البناء بأكملها.
حيث تتألف الجدران والطابق العلوي والسقف من ألواح قياسية ذاتية الدعم من الستيروفوم، تم حشرها داخل إطارٍ فولاذي.
فقد أخذت شركة مينارك هذا المنتَج، الذي صنّعته شركة صغيرة في نيفادا لمباني مشاريع التطوير العمراني التجاري والسكنية، وطورته للاستخدام السكني كنظامٍ جديد للبناء مسبق الصنع.
فالرغوة المستخدمة خفيفة الوزن وتؤمن مستوىً عالٍ من العزل الصوتي والحراري ومقاومة الحرائق أيضاً، لكنها قبل هذا وذلك، ذات كلفة متدنية، إذ تم تخفيض كلفة البناء في القدم المربع الواحد لـ 250 دولاراً أمريكياً.
أما عن نقل الألواح للموقع فقد تم عن طريق شاحنات، ليتم فيما بعد تركيبها بسرعة، حيث تؤمن الحواف المعدنية المرونة اللازمة حتى في جدران القص المثبتة قطرياً، بينما يتم لصق الجدار الجاف أو يتم تثبيته بالأسطح الداخلية للألواح باستخدام البراغي، في الوقت الذي يتم فيه لف السطح الخارجي منها بغشاءٍ عازلٍ للماء.
لكن المنزل قد واجه تحدٍّ كبير في مرحلة التصميم، فالقوانين تمنع وجود غرف منفصلة داخل العقار، كي لا يتم تأجيرها دون إضافة مساحات إضافية لركن السيارات.
ولكن المنزل يتضمن استديوهين معزولين صوتياً، وعلى هاتين المنطقتين أن ترتبطا بالجناح الرئيس؛ لذا وإرضاءً للقوانين، حوّل المصممون المانع اللامنطقي إلى إيجابية، عن طريق فتح الغرف الثلاثة على منصات تجذب نسيم المحيط وتقدم إطلالات خلابة على الأكواخ المجاورة.
ولكن تم تطويق الموقع بأكمله بسورٍ من ألواح الفولاذ المعالج والأضلاع الخشبية، لتأمين الخصوصية اللازمة مع توفير ارتباطٍ بصري مع حركة المارة، بينما تحيط بالممر بركة ضحلة مليئة بقطعٍ من الزجاج الأزرق، ملقيةً بانعكاساتٍ متماوجة على سقف غرفة المعيشة.
أما عن التدفئة فتتم عن طريق تزويد الأرضية الخرسانية المسلحة بتدفئة مشعة، في الوقت الذي تكون فيه الطاقة الشمسية مسؤولةً عن تسخين المياه.
وفي المطبخ المفتوح تعرف جزيرةٌ من الكوريان الأحمر المكان بأكمله، خاصةً مع كراسيها المصممة خصيصاً لها، بينما تكمّل الأجواء الطاولات ذات الأسطح الزجاجية والقواعد المؤلفة من أكوامٍ من القطع الخشبية.
وإن أحببتم النزول من الاستديوهات للأسفل، فما عليكم سوى أن تخطوا الدرجات الزجاجية على الدرج الفولاذي اللولبي البارز من الجدار البعيد.
أما الخبر السعيد فهو أن شركة مينارك حالياً في صدد تصميم منزل جديد بنظامٍ إنشائي خاص، وذلك بالتعاون مع معمارييَن كانوا قد فازوا في مسابقة لبناء خمسة منازل منخفضة التكلفة لإعادة تجديد أحياء لوس آنجلوس.
حيث ستستخدم الشركة الرغوة لبناء القدم المربع بكلفة 125 دولار أمريكي فقط، ولتحقيق استهلاك معدوم من الطاقة.