لكل مدينة منكوبة (أفكار وحلول)

9

على الرغم من كل الجهود المضنية التي تم بذلها بخصوص هذه الكارثة الطبيعية، ما تزال هاييتي عالماً من الضرر والمتضررين، وخاصةً فيما يتعلق بنقص المساكن الآمنة والمقاومة للهزات الأرضية. ولهذا السبب، سافر المهندس المعماري مايكل رينولدز Michael Reynolds القادم من نيو مكسيكو والمتخصص في بناء المنازل المستدامة المصنوعة من المواد الطبيعية والمكررة إلى هاييتي برفقة فريق عمل على أمل أن يقوموا بعمليةٍ استطلاعيةٍ بسيطة. وفي النهاية، قاموا بما هو أكثر من مجرد تفحَّص لموقع الأرض، فبنوا منزلاً في غضون أربعة أيام باستخدام المواد المهمَلة التي صادف تواجدها مرميَّة في أرجاء المكان.

هذا ويمتلك المعماري Reynolds خططاً لبناء قرى كاملة من المنازل المصنوعة من المواد الطبيعية والتي أثبتت فعاليتها المطلقة على مستوى استهلاك المياه والطاقة، مما يتناسب تماماً مع الظروف المعيشية والطبيعية الصعبة في المنطقة.

ففي بداية شهر تموز، توجه Reynolds بصحبة عاملَي بناء ومصور نحو هاييتي مجدداً للقيام بالبحث ورؤية ما الذي يمكن القيام به لإصلاح الأوضاع هناك. فانتهى بهم الأمر في بناء منزل كامل بمساعدة 40 شخص من السكان المحليين الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و50 عام، وفي غضون أربعة أيام فقط.

حيث قام السكان المحليون بجمع إطارات العجلات وقوارير المياه البلاستيكية، بينما قاد Reynolds وفريق عمله جهود البناء. أما بالنسبة للمنزل المبني، فتبلغ مساحته 120 قدم مربع وهو مصنوع من 120 إطار عجلة مرصوصة بواسطة الوحل ويعلوها سقفٌ مقبب الشكل لينتج عن ذلك تصميماً قابلاً للتكرار والنسخ بسهولة.

من الملفت أن هذه الجهود التي بذلها أهالي المنطقة هي نتيجة رغبتهم الجامحة في التعلم لأنهم لا يملكون شيئاً آخر يفعلونه، ولهذا كانت النتيجة أنهم أظهروا جميع مهاراتهم وطاقاتهم الكامنة، فأبدعوا حقاً.

طبعاً قام Reynolds بالمجمل ببناء أكثر من 1,000 منزلٍ مستدامٍ حول العالم من خلال مساعي شركته Earthship Biotecture، بالإضافة إلى بناء منازل في مناطق أخرى متضررة من الكوارث الطبيعية، مثل عمله على جزر Andaman في المحيط الهندي بعد كارثة تسونامي لعام 2004.

تم بناء هذه البيوت المستدامة من المواد المهملة مثل الإطارات التي تخدم كأساس وهيكل المبنى كما ذكرنا آنفاً. ولأنها مبنية بشكلٍ نموذجي دائري وسقفٍ مقببٍ، تعد هذه المباني قادرة على مقاومة الهزات الأرضية أيضاً.

علاوةً على ذلك يمتلك Reynolds أيضاً من أجل منازل هاييتي خططاً مستدامة لأنظمة جمع مياه الأمطار والطاقة الشمسية ومعالجة مياه الصرف الصحي وإنتاج الطعام. كما سيعود هو وفريقه في شهر تشرين الأول لإضافة الأنظمة المتبقية إلى المنزل الموجود، بما فيها إضافة الجص إلى المساحات الخارجية، وشرفة محمية من عوامل الجو مع حماماتٍ غزيرة المياه وأنظمة جمع المياه والطاقة الشمسية، لتستحق هذه المنازل صفة “الاستدامة” بلا منازع!

إقرأ ايضًا