توليد الطاقة بوساطة ألعاب الأطفال

7

مع زيادة تعقيدات الحياة، لم يعد هناك وقتٌ كافٍ ليقضيه الأهالي مع أطفالهم، لذا ارتأى فريق DI Bernhard Gruber المعماري الإسرائيلي الاستفادة من هذا الوقت المحدود لمنح الأطفال الشعور الحقيقي بالدفء والأمان… بعد قضاء يومهم في غرفة الصف المغلقة أو الجلوس في المنزل أمام الكمبيوتر، فلابد من فعل شيءٍ ما لتذكيرهم بأن هناك أشياءٌ في الحياة نفعلها أكثر من التسوق والإنترنت.

ولم يكن هناك من حلٍ أفضل من العودة بهم إلى الجذور -والكلام هنا لفريق DI Bernhard Gruber- بالأحرى إلى تلك الذكريات عندما كنا أطفالاً وقبل أن تغزو ثقافة العصر على حياتنا، حيث جاء هذا الحل عن طريق تصميم ملعبٍ يدعى “كيب كول بول” في مستوطنة تل أبيب، تجري فيه كافة أنواع الأنشطة الخارجية، مثل الركض والتزحلق والتسلق واللعب في الرمال.

وليس هذا كل شيء، إذ يساهم هذا الملعب، كما يشير اسمه، في خفض الآثار السلبية للأحوال الجوية وخاصةً في شهري تموز وآب، عندما تسيطر درجات الحرارة المرتفعة على كافة أرجاء فلسطين المحتلة، وبذلك يتميز “كيب كول بول” عن غيره من الملاعب الأخرى، ليس فقط بفضل مناخه الجزئي المكيّف، ولكن بفضل تقديم فرصة تربوية لأطفال القرن الحادي والعشرين ليتعلموا أكثر عن بيئتهم ودورهم فيها أيضاً.

ولكن كيف يتم هذا؟

يدخل الهواء الساخن عبر أنابيب التبريد أعلى التلال، ومن ثم يتدفق الهواء المبرد إلى داخل الجدران الأرضية، قبل أن يخرج من الأنابيب من تحت الملعب، أما ولزيادة سرعة تدفق الهواء، فيمكن تثبيت مراوح منخفضة الطاقة في الأنابيب تعمل على الطاقة الشمسية.

وفي تفاصيل التصميم، يتألف الملعب من سقفٍ مصنوع من أغطية الشاحنات المعاد تكريرها، يعمل هذا السقف على درء أشعة الشمس وخلق ما يشبه المظلة على رأس الملعب، القسم الثاني يدعى التلال، ونقصد هنا الأرض أو الرمال، وتستخدم هذه التلال لإنشاء جدران محيطة بالملعب، مغطاة بالعشب والنباتات، أما الجدران فتحتوي على أنابيب التبريد التي تحدثنا عنها سابقاً- وتقوم في الوقت نفسه بخلق سياجٍ طبيعي.

ونأتي على المساحة بين أعالي التلال والسقف، حيث تسمح للرياح بأن تتخلل كامل المساحة وتؤمن ارتباطاً بصرياً مع الخارج، بينما تسمح أنابيب التبريد داخل الجدران الأرضية بتبريد الملعب بأكمله، أما جدران “البركة” أو “الملعب” الأرضية المحيطة فتقوم بحجز الهواء البارد في الداخل.

ويسترعينا هنا وجود بعض الألعاب الهوائية التي بمقدورها توليد الطاقة، فليس على الأطفال سوى دفع هذه الألعاب والركض حتى نحصل على الطاقة، وبذلك سوف يتعلم هؤلاء الأطفال الصغار درساً لا يُنسى عن تبريد البيئة باستخدام أيديهم فقط.

وأخيراً لا يسعنا سوى الأسف حيال أطفال فلسطين المحتلة وهم أصحاب الأرض والأحق بهكذا ملاعب، ولكن يبدو أن طاقة هؤلاء الصغار قد استُثمرت بنوعٍ آخر من الألعاب، حتى اعتدنا رؤية الطفل الفلسطيني يركض وبيده حجر… ليردّ أذى جندي إسرائيلي.

إقرأ ايضًا