تركيبة درب التبانة المعمارية

3

أصبح مهرجان Roskilde، وهو أكبر مهرجان ثقافي وموسيقي في أوروبا الشمالية، على الأبواب، مما دعى طلاب كلية آرهوس للهندسة المعمارية للتفكير بتركيبةٍ تدعى Vintergatan وهي ترجمة لمصطلح درب التبانة، لتزين أيام المهرجان، وهي عبارة عن مجموعةٍ من المثلثات مختلفة الأحجام تم جمعها مع بعضها البعض لتخلق مساحاتٍ متنوعة، ولكن ما علاقة مجرة درب التبانة بهذه التركيبة؟

ربما رأى الطلاب بأن شريط الضوء الذي يحيط بالساحة أمام منصة الجناح، حيث ستقوم الفرق الموسيقية بتقديم عروضها خلال أيام المهرجان، يشبه مجرة درب التبانة عند رؤيتها من مجرةٍ أخرى، إذ تبدو على شكل شريطٍ أبيض باهت في السماء.

أما لإنشاء هذه التركيبة فقد استخدم الطلاب مواداً صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التدوير، حيث يمكن فصل أجزاء التركيبة إلى عدة أجزاء لإعادة استخدامها في تركيبات أخرى بعد المهرجان، إذ تتألف Vintergatan من ثلاث كتل تخدم بمثابة مكان يستريح فيه رواد الحفل ويسترخون بعد عناء يومٍ طويل، بالإضافة إلى كونه معلماً بارزاً في الساحة المعدة لاستقبال المهرجان.

وكأن ثلاث مكعبات كبيرة تم تفكيكها لإنشاء مساحات ديناميكية يمكن للمرء فيها أن يأكل ويجلس ويحتفل في الوقت نفسه، تعتمد أبعاد كل مساحة من هذه المساحات على كيفية تفكيك كل مكعب، في حين تقوم الكتل الأخرى بإضفاء جمالية هندسية ديناميكية على التركيبة في الصباح والمساء، إذ تم إقحام مجموعة من التجهيزات الضوئية لإضاءة Vintergatan في الليل.

وهنا ينضم إلينا أحد الطلاب بقوله “لقد قدمت هذه التركيبة فرصةً ثمينة لنا كطلاب بإثبات قدراتنا، على الرغم من بساطة المواد، فلم يكن التحدي مجرد الإتيان بفكرة جديدة، بقدر ما كان تحقيق هذه الفكرة وخاصةً ضمن ميزانية متواضعة كتلك التي رصدت هنا.”

من جهتهم يعلق القائمون على المهرجان آمالاً عريضة على هذه التركيبة التي ستخدم بمثابة منصة لعرض إبداعات الموسيقيين، وجذب أكبر عدد ممكن من الزوار، فلقد كانت هناك رغبة بتحفيز الجمهور على القدوم والتعرف على وجه آخر من أثاث الشارع التي ظهرت مؤخراً، وفي سبيل ذلك تمت دراسة التجربة الاجتماعية واختبار بعض أنماط السلوك الاجتماعي.

فعلى حد تعبير Boris Brorman Jensen، الأستاذ المشارك في كلية آرهوس المعمارية “لقد كانت إحدى نوايا التعاون بين القائمين على مهرجان Roskilde وبين الطلاب ردم الهوة بين النظرية والتطبيق، عن طريق السماح للتعليم بأن يستند تماماً على مشاكل الواقع القائم وإعطاء الطلاب بعض الخبرة العملية لتحقيق مشاريعهم.”

إقرأ ايضًا