عواميد كهرباء المستقبل تحلِّق مع الطيور

10

تم إجراء المزيد من التحسينات على تقنيات بناء شركة -Hugh Dutton Associes -HDA المستخدمة في قوس جسر مشاة Turin Olympic في باريس، من أجل مشروع مسابقتهم الرابحة للجائزة الأحدث بعنوان “عواميد كهرباء المستقبل تتراقص مع الطبيعة”.

وقد اشترطت المسابقة -التي أقامتها Terna شركة الكهرباء المحلية الخاصة- على المشاركين أن يصمموا عواميد كهرباءٍ بأرقى المواصفات التقنية والجمالية، وبأقل قدرٍ ممكنٍ من التأثير على البيئة.

وقد اعتمدت استجابة شركة HDA تحويل صورة “الجندي الصناعي” الحالية عن عواميد الكهرباء المُستخدمة في هذا العصر، إلى شكلٍ أنيقٍ يستوحي صيغته من الطبيعة.

وقد بدت المسابقة وكأنها تفرض طلباً متناقضاً بمزج العواميد، التي هي هيكل بحت من صنع الإنسان، مع الطبيعة. ومن خلال تقييم العلاقة بين العواميد والطبيعة، نوت الشركة المصممة أن تبتكر هيكلاً يمكن أن يصبح رمزاً لتوافق وتعايش الإنسان مع بيئته، وليس العكس.

وبما أنه مستوحى من شكل براعم النباتات الصغيرة، تخلصت عواميد HDA من قاعدة المهندس المعماري وعالم الكونيات R. Buckminster Fuller -القائمة على مبدأ خلق التكامل في الهياكل، من خلال إيجاد توازن بين عناصر التوتر والضغط- حيث أصحبت البراعم مثبَّتة بواسطة نظامٍ من كابلات التوتر ونهاياتها.

كما أن التوتر والضغط في هذا النظام يمنحنان العامود قوةً مرنةً، لمقاومة عوامل الرياح والحفاظ على منظرٍ أنيقٍ لا يُضاهى. حيث تم تمييل أسطحهم المثلَّثة لتعكس الضوء الذي يصبح بدوره سطحاً منفرداً وأنيقاً بأقل قدرٍ ممكنٍ من الظلال.

هذا وتستجيب هذه العواميد الجديدة بشكلٍ فرديٍ للبيئة الطبيعية وعواملها المحيطة، حيث أنها تميل باتجاه منحنى الكابلات الكهربائية، بناءً على اتباعها للشروط المقيِّدة للمشهد الطبيعي.

أما العمليات البارامترية فقد أنجزت مهمة الحسابات الخاصة بالتصميم وتحديد الشكل، أثناء المرحلة المعقدة من البناء، حيث تم صنع العواميد من صفائح فولاذية مستوية يتم تقطيعها إلى أشكالٍ فرديةٍ باستخدام المعدَّات العصرية التي يتم التحكم بها عددياً، لتأتي النتيجة المذهلة بتركيب العواميد مع بعضها باستخدام آلات لحمٍ أوتوماتيكية.

إقرأ ايضًا