أطول مقعد في العالم يُحيي ساحلاً بريطانياً

11

في تصميم فريدٍ من نوعه، قامت شركة Studio Weave اللندنية بتركيب مقعدٍ خشبي على الواجهة البحرية في لتل هامبتون في المملكة المتحدة، لتقديم أماكن جلوس لحوالي 300 شخص.

حيث صُنِع هذا المقعد من الخشب المداري الصلب المعاد تكريره، ومن بقايا نفايات الأرض ومصدات الأمواج الساحلية القديمة، بالإضافة إلى أعواد من الستاليس تيل الملون التي يتم استخدامها عند كل انحناءٍ أو ميلانٍ أو انحدارٍ في المقعد.

كما يغلف وقاءان برونزيان الالتفافات الأكثر جنوناً في الكتلة، ويؤطران المناظر المطلة باتجاه البحر وبعيداً عنه، ليُعتَبَر هذا المقعد الأطول في المملكة المتحدة حتى هذا الوقت، مع العلم أن هناك خطط تهدف إلى توسيعه ليصل حتى 621 متر، بعد أن تم افتتاحه للجمهور في لتل هامبتون في West Sussex بتاريخ 30 تموز 2010.

كما ذكرنا أعلاه، يستطيع هذا المقعد استيعاب 300 شخص على طول امتداد منتزه لتل هامبتون المطل على شاطئ Blue Flag الحائز على جائزة هامة في المدينة. بينما تمتد هذه الكتلة بشكلٍ متموج عبر المنتزه، متعرجةً حول أعمدة المصابيح ومنحنيةً خلف صناديق القمامة ومطأطأةٍ نحو الأسفل إلى الأرض للسماح بالعبور بين الشاطئ والمساحة الخضراء في الخلف.

تماماً مثل ممشى خشبي ساحلي، يستقر “المقعد الأطول” برقة على موقعه ويتكيف مع محيطه بينما يربط -مثل سوارٍ فاتنٍ- ويحدد المنتزه ككتلةٍ كاملة، مبرزاً إياه كمجموعة من الأماكن الخاصة التي يمكن الإضافة عليها عبر جميع مراحل حياتها.

وإلى جانب المقعد الطويل، يوجد التفافين مونوكيين من البرونز يربطان المنتزه مع المساحة الخضراء خلفه. وما أن يصل المقعد إلى داخل الالتفافات الدوّارة يمضي بشكلٍ مضطربٍ ومجنونٍ قليلاً، واثباً عن الجدران والسقف خالقاً بذلك العديد من المقاعد والفتحات. حيث تمثّل كل التفافةٍ امتداداً للمقعد المضطرب لتقوم بنفس الوقت بتأطير المناظر من كل جهة.

أما الداعمين الأساسيين لهذه الفكرة اللطيفة، فهم سكان لتل هامبتون الذين أطلقوا المشروع برعاية المقاولتين Jane Wood و – Sophie Murray الأم والابنة المسؤولتين عن مقاهي الشاطئ الشرقي والغربي. ولكونه جزءاً هاماً من استراتيجية Sir Terry Farrell لتطوير الواجهة المائية في لتل هامبتون، ينضم المقعد الأطول إلى مساهمات Jane Wood المستمرة في إعادة إحياء وتجديد المدينة.

فمن أجل إلهام وتطوير المشروع، عملت شركة Studio Weave مع تلاميذ من مدرسة Connaught الابتدائية عملوا على استكشاف ما يجعل ساحل لتل هامبتون فريداً وقدموا أفكاراً تنمُّ عن فهمٍ عميق، بما فيها مجموعة الألوان المشرقة وأماكن الحماية الديناميكية. فكانت النتيجة أن جاء تصميم المقعد المميز يسمح بإبقائه قابلاً للتطور حتى الوصول إلى طول 621 متر على الأقل، وليستوعب أكثر من 800 شخص ويُدخِل مدينة لتل هامبتون في كتب الأرقام القياسية.

هذا وقد تم تمويل المرحلة الأولى بواسطة منحةٍ بمبلغ 450,000 جنيه استرليني من برنامج تغيير البحر الذي تديره لجنة العمارة والبيئة المبنية (CABE) التي تهدف إلى المساعدة في تجديد المدن الساحلية.

كما قُدِّمت منحة تبرعٍ سخيةٍ خاصةٍ بقيمة 100,000 جنيه استرليني من السيد Gordon Roddick تقديراً لزوجته الراحلة Anita. فقد أطلق كل من الزوجين Anita و Gordon مشروع Body Shop لمواد التجميل في لتل هامبتون والتي تتخذ مقرها الرئيسي في المدينة، وتتوزع متاجرها الـ 2,400 على 61 بلد حول أرجاء العالم.

حيث قال السيد Roddick عن هذه الخطوة: أحبت زوجتي هذه المدينة كثيراً وكانت حريصة على فعلِ كل ما بوسعها من أجل المساعدة في تحسين مظهر المدينة وسمعتها. كما كانت داعمةً تماماً لفكرة المقعد الذي لطالما كانت ستُسر جداً لو أنها تمكنت من رؤيته.

وكما هي عادة العشاق والمحبين، قام كلٌّ من السكان المحليين والشركات التجارية المحلية بنقش رسائل ولاء وإعجاب شخصية على أكثر من 200 شريحة خشبية، معبرين عن تقديرهم للجهود المبذولة فيه والسرور الكبير للمساهمة في إنجازه.

إقرأ ايضًا