حداثة الغد؟

13

تحت اسم “حداثة الغد؟” أو ‘Avant-Garde of Tomorrow?’ ستجري أحداث المعرض الخاص بالعمارة البولندية الشابة بمناسبة افتتاح مركز العمارة والتصميم في مدينة وودج البولندية في السابع من تشرين الأول.

حيث سيجمع المعرض 14 مصمماً بولندياً واعداً في محاولةٍ للتركيز على عملية التصميم الفردية عوضاً عن المنتج النهائي، فمن الأفضل -حسب رؤية المعرض- أن تتم مراقبة كيفية توصّل كافة المشتركين لهدفهم والطرق التي يختاروها.

وسواءً كانت عمليةً توليدية أم طريقة تقليدية في ابتكار الأشكال، يهدف المعرض إلى تقريب هذه العمليات من الجمهور، حيث سيتم إلى جانب فعالية افتتاح المعرض، تنظيم عروض تقديمية باستخدام أجهزة الإسقاط، تعرض فيها عشرة مكاتب بولندية شابة ملخصاً عن مشاريعها ونشاطاتها.

ففي أيامنا هذه وبسبب الكمية الهائلة من المعلومات المتوافرة لعامة الناس -سواءً كانت بضعة ملاحظات بسيطة تقدمها البوابات المعمارية على شبكة الانترنت أو مخططات GIS عالية التعقيد والدقة- بتنا نشهد تقليلاً واضحاً لقيمة طرائق البحث التقليدية وطرق التعبير الجمالية على حدٍّ سواء.

أما من ناحية أخرى، فعندما تشابه العمارة أي مشروعٍ تجاري آخر، نجد المعماريين يتبعون طرقاً مشابهة جداً لتلك المستخدمة في مخابر الأبحاث، حيث تُقاس كافة المتغيرات بوساطة برامج يصممها “المعماري الجديد”. وهنا لابد أن نذكر الناحية الوظيفية الإيجابية للمعلومات الرقمية وتوافرها، حيث تضطر حتى الشركات المعمارية التابعة للأساليب التقليدية لاستخدام التقنيات الرقمية أثناء البحث عن الشكل أو عن إغناء المشروع المعماري بمستوى إضافي من المعلومات، ومرد ذلك للطبيعة النتيجة النهائية القابلة للقياس، والتي يمكن تعديلها بسهولة حسب طلبات الزبون.

بمعنى آخر، يقدم المشروع المعماري قاعدة بيانات لعمليات محاكاة كثيرة تؤكد قرارات المعماري الصحيحة والفعالة، فهي الطريقة التي يمكن للمرء أن يثبت من خلالها الاتجاهات المسلّم بها في مشروع تخطيط عمراني عن طريق تحليل تغيير مواقع الناس ضمن منطقة معينة، أو الشكل الإيروديناميكي لناطحة سحاب معينة عن طريق دراسة حالة وحركة الرياح الشمالية على سبيل المثال.

ومن خلال طرح سؤال خاص حول “حداثة الغد” –وهو اسم المعرض- يحاول القائمون على الحدث معرفة المزيد حول عملية الخلق التي يتبعها المعماريون البولنديون الشباب العاملون في بولندا وخارجها. فقد وجدوا طريقة استخدام أدوات النمذجة البرامترية مثيرةً للاهتمام بالمقارنة مع طرائق التصميم التقليدية القائمة على الحساسية والحدس.

فللوهلة الأولى قد يجد الكثيرون أن المباني التي تقدمها الشركات البولندية لا تختلف كثيراً عن تلك التي تنشرها المجلات الأجنبية المحترفة، ومرد ذلك لتطابق مراحل عملية التصميم في كافة أنحاء العالم!

هنا يبدو من الجدير التفكير بمدى تأثير الهوية المحلية على العملية التي تحكم إيجاد الشكل وتعديله، فقد تبدو الأجسام المعمارية متشابهة، لكن يبدو لمقترحي فكرة المعرض أن العمليات التي تُنتجها قد لا تكون كذلك.

في الختام، نشير إلى أن هذا المعرض قد جاء بهدف مدح العملية نفسها، التي تُعتبر جزءاً من خلق العمارة؛ كما أنه يحاول تعريف العامة بكافة المراحل المؤدية للهدف الأخير، الذي قد يراه البعض “عمارة جيدة”.

إقرأ ايضًا