مستقبل الأبراج المستدامة..

12

يعتبر هذا الهيكل التجويفي الحلزوني الذي بين أيديكم الآن تمهيداً لنموذجٍ جديد يضاف إلى عائلة الأبراج المستدامة، والذي بات يعتبر ضرورةً في حال زادت حرارة الكوكب أكثر مما هي عليه الآن.

فقد تمّ تغليف برج Fierce بغشاءٍ نسيجيٍ رقيق من الخلايا الشمسية، والذي يتميز بتوليده للطاقة من أجل الاستخدامات الداخلية، في حين يتم جمع المياه من جهة الواجهة ومن ثمّ يتم تخزينها في خزانٍ للماء تحت الأرض.

وبغض النظر عن مظهر المبنى المؤثر، فإنه يضمّ مساحاتٍ سكنية ومكتبية وتجارية وزراعية تستخدم جميعها مصادر الطاقة المتجددة وأنظمة جمع المياه والتبريد المتطورة.

حيث قام مصمم هذا البرج البيئي Kenneth Loh بالاشتراك مع Michelle Lim بخلق نواةٍ مجوفة والتي تبدو على شكل كومة متكدّسة تقوم بإخراج الهواء الساخن إلى خارج المبنى من الأعلى، بينما تقوم بإدخال الهواء البارد من الأسفل.

أما المسارات الحلزونية حول النواة، فقد تمّ تخصيصها لتشغل العديد من المناطق متعددة الاستخدام والتي تتنوع بين المناطق السكنية والمكتبية والحدائق والمزارع والمساحات المفتوحة الخ، كما ونلاحظ وجود منحدرٍ متتابع يحيط المبنى بوحداتٍ سكنية مرتبطة ذات كثافة سكانية منخفضة ومتوسطة وعالية، وعلى طول هذه المساحات المفتوحة يمكن الاستمتاع بالتهوية الطبيعية.

في حين ترتبط الخلايا الشمسية الرقيقة مع خارج المبنى، ويتم حفظ المياه المجموعة في خزانٍ تحت الأرض، قبل أن يُعاد استخدامها من قبل الوحدات السكنية العمودية، كما ويتميز البرج بتركيبةٍ مميزة من الحدائق العمودية والمناطق متعددة الاستخدام المصحوبة بمساحات مفتوحة.

وبالحديث عن مستقبل البرج المميز، فسوف يحظى البرج بشكلٍ عضوي ملفتٍ للانتباه بالتزامن مع نمو الحدائق والمساحات المفتوحة، والتي سوف تجعل من الخارج خلطةً غير مرتبة تعوزها التنسيق المعماري.

وفي النهاية يجدر بنا الإشارة إلى رغبة مصمميه بخلق سلسلةٍ لا متناهية من هذه الأبراج، والتي من شأنها تأمين مساكن مستدامة لمختلف البيئات العمرانية إلى جانب المساهمة في خفض درجة حرارة الكوكب.

إقرأ ايضًا