عمارة متحركة وفهم جديد لعنصر المياه

6

يعود الطموح لابتكار عمارة متحركة بالفعل لفترةٍ ليست بوجيزة، لكن ذلك الطموح لا يتحول إلى الحقيقة إلا عندما تتم الاستجابة إلى الموقع ومتطلبات برنامجه التصميمي.

ومؤخراً تناقلت وسائل الإعلام المعمارية خبر قيام فريق AQSO المعماري بتصميم معرض يوسو الدولي 2012 تحت اسم “ويف سكيب” Wavescape بهيئة مجموعة من الكتل الأسطوانية الشفافة في محاولةٍ لتسليط الضوء على علاقة أهالي المدينة بالمحيط، حيث استطاع الفريق الإسباني لأول مرة أن يصور المياه من خلال العمارة.

كيف استطاع ذلك يا ترى؟

لقد قام فريق AQSO بترجمة خصائص المياه الديناميكية والشفافة في تفاصيل الجناح، مما ساهم بانتشاله من فخ النمطية التي تقع به معظم المعارض، فعادةً ما تصادفنا أجنحة معارض مغلقة على نفسها معزولةً عما يجري في الخارج، ولكن ليس بعد الآن، فقد تم ضخ أجواء ديناميكية للغاية وطبقات متفاوتة من الشفافية في تصميم جناح يوسو، سوف يختبرها الزوار منذ لحظة الدخول حيث ستجتمع العمارة لأول مرة مع المحيط في مكانٍ واحد.

أما تصميم الجناح فيتألف من مجموعة من الكتل الأسطوانية المتداخلة فيما بينها، حيث يتجسد المبنى بهيئة ست كتل متداخلة مع بعضها البعض كجزيئين من جزئيات المياه متصلين مع بعضهما البعض، في محاولةٍ لتقديم مساحتي معارض كبيرتين ومناطق صغيرة مجاورة جميعها مرتبطة مع بعضها بشكلٍ وثيق.

ومن الملفت في التصميم هو تطويق كل أسطوانة من هذه الأسطوانات بطبقتين من كاسرات الشمس الأفقية التي تعطي درجات مختلفة من الشفافية.

إذ تقوم الطبقة الخارجية بترجمة طاقة المحيط التي تحركه صعوداً وهبوطاً، حيث بفضل حركتها الدائمة يتم خلق أجواء ديناميكية تشابه تماماً حركة الأمواج والمد والجزر، ليس هذا وحسب؛ إذ تقوم هذه الكاسرات المتحركة بتقديم صورة مشوشةٍ عن الخارج فضلاً عن مجموعة التأثيرات الضوئية المثيرة التي تتسلل من الداخل بفضل التأثير المتماوج.

أما الكاسرات الداخلية فقد تم تثبيتها على زجاج الجناح، في حين تطفو تلك الخارجية فوق المياه، متحولةً إلى عنصرٍ فريد يتحرك ويتغير دون أي استهلاك للطاقة.

وهكذا وفقط عن طريق تكديس هاتين الطبقتين النفوذتين استطاع فريق العمل تقديم صورة مبهرة عن هذا المبنى المتنفس، ضاخاً الحياة في عنصر المياه، الذي بات جاهزاً ليخضع للاختبار والتحري والاستكشاف من قِبل العامة والزوار.

إقرأ ايضًا