ورقة رسم اسكتشات جديدة بشبكةٍ ذات نسبٍ ذهبية، وما خفي أعظم!

22

ابتكرت المصممة السنغافورية العاملة في لندن -أوليفيا لي- تقنية جديدة في ورق الاسكتشات أو ما يُسمى “اسكيتش باد” تعتمد على تقسيم هذه الأوراق إلى شبكات وذلك بالاعتماد على المبدأ الرياضي للنسبة الذهبية، ليكون إلهاماً لكلٍ من المعماريين والمصممين والفنانين.

وباسم “القواعد الذهبية”، تسمح هذه التقنية الورقية للمستخدمين برسم المخططات والاسكتشات من خلال الاستعانة بمجموعةٍ من النسب التي يُعتَقد أنها تقدّم مثالاً جمالياً. وقد استخدمت المصممة “لي” تقنية الأوراق الشبكية هذه من أجل رسم اسكتشاتٍ لمجموعةٍ من التصاميم ذات المكانة الهامة في العالم المعماري بما فيها كرسي Panton من تصميم Verner Panton ومبنى CCTV من تصميم مؤسس شركة OMA المعماري العالمي Rem Koolhaas وأخيراً ipod من تصميم Jonathan Ive، حيث وجدت أن هذه العناصر التي باتت تمثّل عناصراً تقليديةً في عالم التصميم تتناسب تماماً مع هذه القواعد. وهنا تقول لي: لقد كان لهذه العناصر وقعاً خاصاً في عوالمهما الخاصة. ومن المثير للاهتمام حقاً أن نرى أنها تتماشى مع هذه النِسَب الذهبية.

تتألف هذه الشبكات من عدة مستطيلات تمتلك علاقةً بُعديةً بقدر 1:1618 تقريباً. وتبقى هذه النسبة ثابتة بينما يزداد حجم المستطيلات على طول الخطوط القُطرية. وبالإضافة إلى هذا، تعمل هذه الخطوط القُطرية مع بعضها البعض لتسمح برسومات أو مخططات ذات نقطة 1 ونقطة 2 ونقطة 3 على التوالي. ويمكن أيضاً إيجاد نظام شبه متساوي القياس داخل تلك الشبكات، ومع هذا يبقى هناك العديد من الفرص لاستخدام تركيب الخطوط كأدوات وأدلة في الرسم. ومن أجل أولئك الذين يعتقدون أن النسبة الذهبية تمثل مثالاً جمالياً، يعد مشروع “القواعد الذهبية” تقدماً مناسباً لورقة رسم الاسكتشات المتواضعة التي تتمتع باستخدام النسبة الذهبية في المهن الإبداعية.

كما تقدم تقنية “القواعد الذهبية” لورق التخطيط فرصةً للاستكشاف والتجريب. وهنا تنبثق أمامنا الكثير من الأسئلة الجدلية التي يجب مناقشتها بالتفصيل: هل يصبح تخطيط طائش أكثر جمالية إذا ما حدث ووقع بالصدفة ليتم رسمه على هذه الشبكة؟ وإذا ما تم استخدامه بشكل واعٍ، هل هذا يعني أن الجمال خاضع لقوانين؟ وهنا نجد أنه ابتداءً من لوكوربوزيه Le Corbusier ووصولاً إلى ليوناردو دافنشي، تكررت هذه النِسب كثيراً في أعمال عمالقة الفن. وبالتالي، إذا ما أدى تأثير النسبة الذهبية إلى خلق أكثر الأعمال كمالاً وجمالاً في عصرنا، هل يجب علينا أن نبقى مندهشين بشأن هذه الظاهرة الرياضية؟

وهل يمكن أن تكون فكرتنا عن الجمال محدودةً حقاً برقم؟ وهل تمثل النسبة الذهبية نبوءةً محققةً لذاتها؟ وهل يرجع وجود هذه النسب إلى الصدفة ببساطة، أم أنها عملٌ متعمدٌ من قِبَل أحد المبدعين؟

كما نلاحظ أنه -وباستخدام “القواعد الذهبية”- يستمر التأثير المدهش للنسبة الذهبية مع استكشاف النسب في العناصر التي امتلكت مكانةً شبيهة بمرتبة المعبود. فهل هناك صلة بين مركزهم المميز ونسبهم المُتَنَبَّأ بها؟

وقد كانت الاستجابة على هذه التقنية إيجابيةً جداً، مع أنها استهدفت أساساً جمهور التصميم، ولكنها أثبتت شعبيتها بين الأطفال الصغار الذين أحبوا تلوين الشبكات وابتكار الأشكال المختلفة. وقد جذبت أيضاً اهتمام المعلمين الذين أُعجِبوا بطاقتها الكامنة على تقصي المفاهيم الرياضية.

أما الهدف الأبعد من المشروع فهو محاولة توسيع أوراق التخطيط هذه إلى مجموعة ذات عوامل شكلية مختلفة. ومن بين أهم الأشياء التي خططت المصممة أوليفيا لي لتنفيذها باستخدام هذه التقنية، نذكر أخيراً:

• مبنى CCTV من تصميم Rem Koolhaas. • فستان غالاكسي من تصميم Roland Mouret. • عصارة الليمون Juicy Salif من تصميم Philippe Starck. • كرسي Panton من تصميم Verner Panton. • Ipod من تصميم Jonathan Ive من شركة Apple. • حقيبة Chanel 2.55 النسائية من كوكو شانيل.

إقرأ ايضًا