العمارة تشفي

37

عندما تتعطل حاسة ما، تبرز لدى الإنسان حاجة للتعويض عما فقده…

ومع عدم مقدرة الطب للتوصل لعلاج مثل هذه الحالات، هل يكون بمقدور العمارة يا تُرى أن تساعد من فقد حاسة من حواسه على الشفاء؟ ولا نحاول هنا أن ننسب للمعماري قوى خارقة، ولكننا نؤمن بقدرة الفن على شفاء الروح أقله!

وبالفعل هذا ما حدث مع أحد الأزواج اليابانيين، فقد قام زوجان، وهما للعلم أصمان يعيشان في طوكيو، بتكليف فريق Takeshi Hosaka بتصميم منزل تفاعلي، بغض النظر عن كونه سكني، فقد أراد هذان الزوجان، وهما والدان لثلاثة أطفال صم أيضاً، تطويع عمارة منزلهما الجديد ويدعى Room Room لتيسير أمور الحياة التي باتت أصعب وأصعب مع قدوم الأطفال، فمع التسليم بعدم قدرة العلم على الشفاء، قررت هذه العائلة ألا تجعل من جدران وأسقف المنزل عائقاً أمام تجربة الحياة…

إيماناً منه بقدرة الفن بشكل عام والعمارة بشكل خاص على شفاء الروح، وكنتيجة التأقلم مع تعطل الجسد، قام Hosaka بتثقيب جدران وأسقف منزل هذه العائلة بأكثر من مئة نافذة مربعة، ليكون بمقدور الوالدين التواصل مع أولادهما عبر الجدران باستخدام لغة الإشارة فيما هم يلعبون في الهواء الطلق.

ويتألف منزل Room Room، وهو عبارة عن صندوق مربع تم بناؤه منذ خمسة سنوات، من غرفتين صغيرتين في الطابق الأول وغرفة واحدة كبيرة في الطابق الثاني وسقف، وقد خضع هذا المنزل لعملية تثقيب عالية المستوى، إن كان في الجدران أو الأسقف أو حتى ما بين الطابقين، فقد قام Hosaka بتثقيب السقف بين الطابق الأول والثاني بفتحات صغيرة بعرض 200 ملم مربع.

بذلك لن يغدو فقدان السمع أو الكلام عائقاَ أمام تواصل أفراد الأسرة مع بعضهم البعض، وسيكتفي الطفل هنا بأن يُنزل سيارته الصغيرة عبر فتحة من الفتحات ليثير انتباه والديه بدلاً من أن يناديهما، وفي حالته، دون فائدة…

بغض النظر عن كون هذه الفتحات أدوات تواصل، فإنها ستكون مرتعاً لنباتات الزينة، حيث قام Hosaka بمد بعض النباتات من الطابق الأول إلى الطابق الثاني عبر الفتحات، في الوقت الذي ستغدو فيه الفتحات على الجدار مفيدة لدخول الهواء والضوء من الخارج، بالإضافة إلى كونها هي الأخرى أدوات تواصل ولكن بين الحديقة والمنزل.

إقرأ ايضًا