قلبٌ أخضر ينبض في حافلات لندن الحمراء!

13

هل هناك شيءٌ أكثر شهرةً من حافلات Routemaster الحمراء التي تكتسح شوارع بريطانيا؟ فملايين السياح سنوياً يعودون إلى بيوتهم بعد قضاء العطلة في عاصمة الضباب وفي جعبتهم الكثير من التذكارات، ابتداءً من الأشكال المغناطيسية التي توضع على الثلاجات والقمصان وانتهاءً بقبعات البيسبول، وكلها تزينها حافلات لندن الحمراء الشهيرة.

ولذلك لا تعتريك الدهشة والاستغراب عند سماعك بأن الرئيس السابق لبلدية لندن Ken Livingstone تعرض لهجومٍ من قبل العديد من البريطانيين التقليديين عندما أعلن قرار إلغاء حافلات Routemasters الحبيبة على قلوبهم قبل عدة سنوات، ولكن لحسن الحظ فإن العمدة الحالي Boris Johnson استفاد من تجربة سابقه وحفظ ماء وجهه.

أما مؤخراً وبعد ظهور تصاميم مبتكرة للباصات بقلم Alan Ponsford في مجلة أوتوكار، قام مسؤول مصلحة النقل في لندن بإطلاق باب الترشيح إلى مسابقة تصميمٍ عالمية في وجه المعماريين والمصممين في محاولةٍ لخلق تصاميم مشابهة، وقد فاز في هذه المنافسة كلاً من شركة Ponsford للاستشارات والتصميم وشركة Capoco والمعماري الشهير نورمان فوستر.

بينما رست المناقصة لصالح شركة Wrightbus الإيرلندية والتي قامت بدورها بتعيين Thomas Heatherwick؛ وهو صاحب الاستوديو الشهير الذي انتهى مؤخراً من جناح المملكة المتحدة في معرض شنغهاي العالمي، فسرعان ما انسحب فوستر وتم إسقاط تصميم Capoco الفائز، ليبقى المجال مفتوحاً أمام Heatherwick ليحتكر التصميم.

وكانت النتيجة تحية إجلال واحترام لحافلات Routemaster الأصلية بتوقيع Douglas Scott في عام 1948، التي تميزت حافلاته الانسيابية التقليدية بوجود منصاتٍ مفتوحة والعديد من الطوابق والواجهات المنحنية التي تحمل العلامات التجارية، ففي المقابل قامت حافلات Heatherwick 2010 بإضافة لمسةٍ عصرية على المفهوم التقليدي للحافلات، مع إعادة المنصة المفتوحة بهدف الوصول من الجهة الخلفية للباص مع إمكانية إغلاقها في الأوقات الهادئة، ونسخ السطح الخارجي المنحني وبالطبع اعتماد اللون القرمزي الذي يميز الحافلات التقليدية.

من جهةٍ أخرى فإن النسخة الجديدة تغلب عليها أحدث التقنيات الصديقة للبيئة، وهذا يعني بأنها ستكون أكثر كفاءة في استهلاك الوقود بنسبة 15% من الحافلات الهجينة الحالية، في حين سوف تكون أكثر كفاءة من الحافلات ذات الطوابق المرتفعة التي تعمل على الديزل المزدوج بنسبة 40%، كما وقد تم صنعها من مواد خفيفة الوزن بغرض جعل الحافلات الجديدة متجددة وأقل وزناً من سابقتها، بمساعدة الزجاج على شكل دوامة والعديد من السلالم التي تهدف إلى جعل الصعود إلى الباص أكثر سرعةً وسلاسة.

ومن الواضح أن العمدة Boris Johnson سعيدٌ جداً بالنتائج الذي علق على التصميم الجديد قائلاُ “إن هذا الجزء الجديد والمميز في نظام النقل لدينا ليس رائعاً فحسب، ولكنه يتمتع بقلبٍ أخضر تحت سطحه الخارجي الأنيق، حيث يقوم بخفض الانبعاثات ويقدم لسكان لندن في النهاية حافلةً يفتخرون بها ذات تصميم متطور، وحرية الجلوس في المنصة المفتوحة، وأتوقع شخصياً أن أرى المئات منها في طرقات لندن، أما بالنسبة للمدن الأخرى في كافة أنحاء العالم سوف يملكها الحسد من شعار لندن الأحمر الساحر في القرن الحادي والعشرين.”

وأخيراً وفي هذه الفترة العصيبة التي تمر بها بريطانيا، يحتاج سكان لندن إلى سكينة الأيام الخوالي ولو حتى برحلة قصيرة في الحافلة، ومن أحق بالعاصمة لندن لتقوم بالتنزه في أرجائها؟

إنها كما قال Heatherwick والذي نختم خبرنا بكلماته “إن هذه الحافلات هي عمارة لندن الحقيقية، والتي يمكنها أن تتحرك قليلاً.”

إقرأ ايضًا