البُعد الإنساني في العمارة يبتكر ميتماً مميزاً بتوقيع TYIN

8

في خريف 2008 قام فريق العمل في TYIN tegnestue بشد رحالهم إلى Noh Bo القرية الصغيرة الواقعة على الحدود التايلاندية، لنجدة السكان هناك وهم على الأغلب من لاجئي منظمة Karen لحقوق الإنسان والتي تضم العديد العديد من الأطفال الصغار، أما ولمن يجهلون ما هي TYIN tegnestue، فهي منظمةٌ غير ربحية تقوم بمساعدة الإنسانية من خلال العمارة، يقوم بتمويلها أكثر من 60 شركة نرويجية ومجموعة لا بأس بها من الأفراد.

فخلال الأعوام المنصرمة قام TYIN بالعمل على تخطيط وبناء مشاريع صغيرة على نطاقٍ صغير في تايلاند، وقد كان الهدف من وراء هذه المشاريع تحسين مستوى معيشة الناس الذين يمرون في ظروفٍ قاسية، وبالتعاون مع مجموعاتٍ محلية تعليمية، كان الأمل دائماً وأبداً بأن تقوم هذه المشاريع بتحقيق الهدف المنشود من ورائها.

وقد سبق تصميم هذا المشروع الإنساني العديد من المشاورات والمباحثات مع Ole Jørgen Edna القادم من Levanger النرويجية والذي يملك داراً للأيتام في Noh Bo منذ 2006، حيث أبدى السيد Edna حاجته لوجود مساكن إضافية، فالميتم القديم الذي كان يستوعب 24 طفلاً فقط لم يعد يكفي، ولابد من حلٍ لتوسعة الميتم ليضم حتى 50 طفلاً وطفلة.

وبالفعل لم ينتهي عام 2009 حتى تم الانتهاء من التوسعة الجديدة لميتم السيد Edna في شباط المنصرم بميزانيةٍ بلغت حوالي 10,000 دولار أمريكي، حيث كان الهدف الرئيسي الكامن وراء هذا المشروع إعادة خلق المكان ليتناسب ومتطلبات الأطفال فيما إذا كانوا يعيشون في ظروفٍ طبيعية، لقد كانت الرغبة بأن يحظى كل طفلٍ في الميتم بمساحةٍ خاصةٍ به، أو بالأحرى خلق منزلٍ طبيعي يمكن العيش فيه وأرضٍ مجاورة يستطيع فيها الأطفال اللعب والتفاعل مع بعضهم البعض.

وهكذا جاء منزل Soe Ker Tie الذي يضم في حناياه ستة وحداتٍ للمنامة ليحقق هذه الرغبة، ولقد جاءت هذه التسمية لأنه يشبه في تصميمه مباني العمال التي تحمل نفس الاسم وتعني بيوت الفراشات، كما وتم استخدام تقنية النسج بواسطة الخيزران لتشييد جانب المنزل ولصنع الواجهات الخارجية وهي المادة المحلية المستخدمة بكثرة في صنع المنازل التايلاندية والقوارب التقليدية، حيث تم جلب معظم الخيزران المستخدم من الأراضي المجاورة للميتم.

أما بالنظر إلى سقف المنزل فإنه يشبه معظم بيوت Soe Ker Tie، والذي من شأنه تأمين تهوية طبيعية فعّالة إلى جانب قدرته على جمع مياه الأمطار، الأمر الذي يجعل من المناطق المحيطة بالمبنى مفيدةً خلال الفصول الممطرة، ويزيد من إمكانية جمع المياه في الفترات الأكثر جفافاً.

كما وقد عمل المصممون على تنفيذ الهيكل الخشبي الحديدي مسبقاً، ومن ثم تم العمل على تجميع أجزائه باستخدام الرافعات لضمان دقة التركيب وتماسك الأجزاء، حيث قامت منظمة Karen الواقعة من جهة بورما بالتبرع بمعظم المواد، بينما طرح استخدام الأخشاب الاستوائية العديد من المشاكل المعقدة أثناء عملية التنفيذ.

ولكن ومن خلال رفع المبنى عن الأرض كلياً، تم التخلص نهائياً من مشاكل التعفن والرطوبة التي قد تصيب المبنى، وأخيراً وبعد ستة أشهر من اللقاء المباشر مع السكان المحليين في Noh Bo، عاد فريق العمل في TYIN وكلهم أملٌ بأن يحقق المشروع غايته على المدى الطويل، فالمواد المحلية الطبيعية وعوامل درء الرطوبة سوف تجتمع سويةً لتجعل من مبنى Soe Ker Tie إحدى أهم المباني التقليدية المستدامة في المستقبل.

إقرأ ايضًا