توازن الشكل والقوة والنوعية

11

لطالما ترافقت تقنية نسج الأغصان بالصناعات التقليدية لبعض الحاجيات المنفعية الصغيرة، حيث تأسست هذه الحرفة في تشيلي منذ زمن الاستعمار، وشكّلت طريقةً نافعة لبناء أشكالٍ معقدة ومقاومة نظراً للمرونة والصلابة الناتجة عن النسج.

واليوم يتحرى مشروع “Wicker Membranes” بتوقيع Andrea von Chrismar هذا المجال بالاعتماد على كل ما سبق، ولكن هذه المرة في سياق معماري بحت.

إذ يستكشف التصميم إمكانيات المواد الطبيعية الخام والتقنيات القديمة في قدرتها على خلق تقديم استخدامات جديدة.

فهنا تغيّر الأسطح المصنوعة من الأغصان المنسوجة سلوكها، وتسلك طريقاً معاكساً متجهةً من التصميم إلى العمارة.

من ناحية الحجم، ينتج عن نسج هذه الأغصان مع بعضها البعض كتلةً صلبةً؛ وبالتالي مقاومةً للقوة الضاغطة (قوة الدفع)، بينما ومن الناحية المعمارية؛ فتميل هذه الأسطح نحو المرونة، وهذا ما يجعلها مقاومةً بطريقةٍ استثنائية لقوة الشد (التمدد).

وهكذا يخلق التناقض في سلوك المادة بين النطاقين اختلافاتٍ عدة في التصميم وعملية الإنشاء والتركيب؛ ولكن مع ذلك تبقى معايير التصميم على حالها.

حيث تحدد عدة متغيرات خصائص هذه الكتلة المنسوجة وإمكانياتها؛ ابتداءً من سماكة ألياف الأغصان مروراً بالهندسة التي تنظم عملية النسج، وانتهاءً بطريقة الإنشاء اليدوية.

كما تقدم هذه المتغيرات أدواتٍ للتصميم تجعل المواد تحقق أفضل أداءٍ لها تبعاً للاستخدام والحجم.

الجدير بالذكر هنا أن المشروع قد أنجز عام 2010، وقد استغرق إنشاء كل وحدة من وحدات التركيبة خمسة أيام، لتزن كل منها خمسين كلغ، وتشكّل جميعها تركيبةً معماريةً فريدة بمساحةٍ تقدّر بـ 27 متراً مربعاً وارتفاع 300 متراً وطول 900 متراً وسماكة 0.3 ملم.

وهكذا يبدو أن قدرة المباني المصنوعة بطريقة النسج قد وصلت فعلاً لنطاق العمارة، إذ قدم فريق العمل مقترحاً يحقق فعاليةً قصوى بنفس التوازن المثالي بين الشكل والقوة والنوعية الفراغية.

إقرأ ايضًا