ناطحة سحاب ولكن تحت الأرض

2

من المؤكد أنها المرة الأولى التي تسمع بها عن ناطحة سحابٍ تحت الأرض، فمن اليوم وصاعداً يمكن لمن سأم الحياة فوق الأرض أن يحزم أمتعته وينتقل إلى أريزونا، فقد قام المعماري Matthew Fromboluti من جامعة واشنطن بتصميم ناطحة سحاب تدعى Above Below أي “فوق الأسفل”، والتي جاءت لتعوض النقص الذي تعانيه معظم البلاد في الموارد البشرية ولتسد كافة الفجوات التي خلفتها مناجم التعدين في الأرض.

إذ اتخذت ناطحة السحاب على عاتقها وبعمق 900 قدم تحت الأرض وبعرض 300 فدان، وهي المساحة التي خلفتها حفرة منجم لافندر خارج مدينة بيسبي في أريزونا، أن تضمد هذه الجراح وأن تملأ الحفرة القديمة وتخلق بدلاً منها مجتمعاً متكاملاً ومكتفياً ذاتياً، حيث بمقدور هذا البرج المقلوب تماماً إنتاج الغذاء والطاقة وخلق بيئةٍ متوازنة في قلب الصحراء ضمن كتلةٍ مدعمةٍ بدعائم إنشائية تم حشرها في جانبي المنجم وأقصى قاعدته.

أما ومن الأعلى فقد تمت تغطية ناطحة السحاب مخروطية الشكل هذه بواسطة قبةٍ مزودةٍ بالعديد من المناور في محاولةٍ للتحكم في المناخ، ومع مرور الوقت فإن هذه القبة التي تغطي الخفرة في الأرض سوف تندمج والبيئة المحيطة، ويذكر هنا بأن Above Below تتحضر لدخول مسابقة eVolo السنة الماضية.

حيث تتفرد وبعمق 900 قدم بوجود مناطق للمعيشة والعمل والزراعة وحتى الترفيه، حيث تتوضع المناطق التجارية قرب القمة، في حين تكون المناطق السكنية أسفلها، بالإضافة إلى ذلك تتمتع ناطحة السحاب بنظامٍ خفيف من السكك الحديدية والتي تتعهد ربط المجتمع المكتفي ذاتياً هنا مع بلدة بيسبي المجاورة، كما وسيتم إنشاء نظام لتوليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

أما وفيما يتعلق بضوء النهار وهي القضية التي أقلقت القائمين على المشروع، فقد تم حلها من خلال المناور التي من شأنها إضاءة الأجزاء السفلية من البرج، ولعلاج مشكلة الطاقة الشمسية فإن الكتلة بأملها سوف تخدم كمدخنةٍ شمسية، حيث تقوم بطرح الهواء الساخن من خلال الجزء العلوي من القبة.

أخيراً وبما أن الكتلة بأكملها تقع تحت الأرض فإنها لن تتعرض للحرارة الشديدة التي تتعرض لها المباني في المناطق الصحراوية عادةً، ولهذا نلاحظ وجود التراسات على طول Above Below والتي من شأنها امتصاص الضوء من المناور، وبالتالي زراعة النباتات والمزروعات التي تكفي المجمع بأكمله.

إقرأ ايضًا