عمارة من صنع الصحراء

9

لم تعد مسألة “فرط نشاط” الشمس مشكلةً بعد الآن، فبفضل هذه الحزم الحارقة سنتمكن من بناء جدران كاملة، ربما مبانٍ قائمة بحد ذاتها وسط الصحراء المقفرة!

قد يبدو ذلك ضرباً من ضروب الهلوسة والهذيان، لكنه أمر محتمل، فعن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد على أرض الصحراء مباشرةً وبوساطة أشعة الشمس ستولد عمارة من صنع الصحراء وحدها.

أما عن سبب حديثنا هذا فهو ابتكار المصمم الألماني ماركوس كايزلر، الذي قام بتصميم آلة طباعة ثلاثية الأبعاد تعتمد في عملها على عنصرين من أكثر العناصر توافراً في الصحراء، الشمس والرمال.

تستخدم الآلة حاملة اسم Solar Sinter عدسة فرنزل كبيرة تفيد في تجميع حزمةٍ من أشعة الشمس تساهم في رفع درجة الحرارة لما يتراوح بين 1400 و 1600 درجة مئوية كافية لإذابة الرمل وبناء أشكال زجاجية طبقة طبقة داخل صندوق من الرمل يتم تحريكه بمحركات تُشحن من الطاقة الشمسية، تحرك الصندوق على محوري x و y على طول ممر يتم التحكم به بوساطة الحاسوب، ليتم فيما بعد نثر طبقةٍ جديدة من الرمل بعد كل مرورٍ لحزمة الضوء.

ومع مرور الوقت وتغير موقع الشمس يأتي دور الحساسات الضوئية في تعقب حركة الشمس في السماء لتدير الآلة كاملةً على قاعدتها لضمان إنتاج العدسة للمستوى الأمثل من الحرارة، وما أن يتم الانتهاء من إذابة كافة الطبقات في المكان المحدد لها، تُترك القطعة لتبرد وتُستخرج من صندوق الرمل.

فيمايلي بعض كلمات المصمم:

في عالم يتصاعد اهتمامه بمسائل إنتاج الطاقة ونقص المواد الأولية بوتيرةٍ عالية، يتحرى هذا المشروع إمكانيات التصنيع في الصحراء حيث تتواجد الطاقة والمواد بوفرة. وفي هذه التجربة يتم استخدام ضوء الشمس والرمل كمادة أولية ومصدر للطاقة لإنتاج الزجاج باستخدام علميات الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تجمع الطاقة الطبيعية والمواد وتكنولوجيا الإنتاج المتقدمة مع بعضها البعض.

تهدف هذه الآلة لطرح أسئلة حول مستقبل التصنيع، كما تشعل جذوة أحلام الاستخدام الكامل لواحد من أكثر مصادر الطاقة فعالية، ألا وهو الشمس، وفي الوقت الذي لا تقدم فيه تجربتي أجوبةً مطلقة، يهدف المشروع لتقديم محطة جديدة من التفكير الإبداعي.

أما عن النموذج اليدوي الأولي من هذه الآلة فقد اختبرته في شباط عام 2011 في صحراء المغرب، وحصلت حينها على نتائج مشجعة قادتني إلى تطوير العمل لتصبح الآلة مأتمتة كلياً لتحمل اسم Solar Sinter، والتي أكملتها في منتصف أيار وأخذتها للاختبار في صحراء مصر على مدى أسبوع كامل.

في الختام نشير إلى أن مشروع قد تم تطويره أثناء تحضيره لشهادة الماجستير في تصميم المنتجات في الكلية الملكية للفنون.

إقرأ ايضًا