وحدات سكنية متنقلة في عمارة هجينة

16

كثُر الحديث مؤخراً عن ما يدعى بالعمارة الهجينة، ونقصد هنا بالعمارة الهجينة عدم وجود هوية واضحة للمبنى، وإنما دمج عدة مدارس في قالبٍ معماريٍ واحد، فعلى سبيل المثال ظهر مبنىً سكني غريب الشكل يندرج تحت هذه الفئة المعمارية في مدينة نيويورك من تصميم فريق Bluarch المعماري، استطاع أن يكشف عن مجموعةٍ من الحجيرات للوحدات السكنية العابرة، وأن يقوم في الوقت نفسه بإنتاج الطاقة عندما تكون هذه الوحدات غائبة.

وفي تفاصيل التصميم، خط فريق ثلاث أعمدة لتمثّل نظام المبنى الإنشائي، حيث تتكدس الحجيرات على هذه الأعمدة ومن حولها لتضم الوحدات السكنية أو طواحين الهواء أو الألواح الشمسية، أما بصعود خمس أو سبع طوابق، سوف تظهر حجيرات أكبر وخضراء ممتدة على الأعمدة الثلاثة بأكملها وكأنها تعريشة، في الوقت الذي تعلو البرج تسع طواحين هواء كبيرة الحجم، ولكن بأشكال غير واضحة تماماً أثناء دورانها في الهواء.

من المتوقع أن يلقى هذا النموذج الهجين رواجاً كبيراً في حال تم تكرار التوزيعات الهندسية المتناثرة هنا وهناك ذاتها في المناطق العمرانية في جميع أنحاء العالم، حيث بالإمكان نقل هذه الوحدات السكنية من برجٍ لآخر بسكّانها، فلا حاجة لأي مصدر طاقة على الإطلاق، إذ بمقدور هذا المبنى إنتاج الطاقة بنفسه إلى جانب المساهمة في دعم الشبكة الكهربائية، لذا قلّما نلاحظ انبعاثاً كربونياً ناتجاً.

وهكذا تغيب الهوية المعمارية عن المبنى ليتحول إلى بنية تحتية نظامية… في المقابل فإن هذا النموذج من عمارة البنية التحتية ينطوي على مشاركة العامة و/أو التعاون مع الموارد والشخصيات العامة والخاصة، الأمر الذي سوف يساهم في خلق جدوى اقتصادية لهكذا نماذج معمارية ذات جدوى بيئية، فقد استطاع هذا النموذج الهجين على سبيل المثال أن يؤكد على أهمية الاستدامة جامعاً ما بين العمارة والبنية التحتية في قالبٍ واحد.

علاوةً على ذلك، ساهم تصنيع هذه الوحدات السكنية الجماعية مسبقاً لملائمة الاحتياجات المحددة في جعل أنماط البناء التقليدية مفتوحة على طرق البناء الحديثة، حيث يتمركز التصميم والتركيبة على الشكل والأداء، ويفسح المجال أمام نماذج اجتماعية جديدة بالظهور، وأخيراً سوف يدفع هذا النموذج الهجين من الوحدات الاجتماعة الأصغر بعجلة البناء إلى الأمام، وبالتالي سوف تصبح الوحدات الجماعية في المستقبل نتيجة طبيعية وحيوية ضرورية.

فمن المتوقع أن تقوم هذه الوحدات السكنية بقلب سيناريو الأحداث في العمارة باستمرار باحتلالها موقعاً مختلفاً في كل مرة، إنها تنذر بتحولٍ في مفهوم الإقامة المتنقلة والعمارة، بغض النظر عن الموقع، كما وتمهد لعهدٍ معماري حديث حيث لا أهمية للرسوم البيانية بعد الآن.

إقرأ ايضًا