يراعاتٌ وفراشاتٌ ومرايا تغير من شكل الحديقة

9

عندما اجمتع خمسة معماريين بلجيكيين وهم Axel Cailteux و Celine Hautfenne و Delphine Termote و Amelie Schweisthal و Julie Neuwels لتأسيس شركة MetamorphOse، أصبحت الشركة منبعاً للعقول الشابة لإعادة التفكير بالعمارة في مجالاتٍ متنوعة. ويشرح المعماريين رؤيتهم قائلين: كمعماريين من شركاتٍ مختلفةٍ وباهتماماتٍ متنوعة، نستخدم جل تجاربنا لعمرانية المدينة اليوم وغداً متقدمين بتصاميمٍ معاصرةٍ مستدامةٍ تناسب وقتنا.

بعد توليهم أمر تنسيق الحدائق في بيزييه Beziers بفرنسا لأجل مهرجان الصدفة السعيدة Heureuse Coincidence لصالح Technilum.لم يقوموا بتصميم مبنىً شاهقٍ أو جديدٍ أو تركيبٍ كبيرٍ مثلأً، بل مجرد “تلمحيةٍ بسيطة” كانت كافيةً لترك أكبر انطباعٍ في المكان، وذلك تحت اسم “إنطباع الأزل” أو Impression of the Infinite.

وكانت فكرة التصميم بسيطةً لغاية وكأنهم نثروا بعض الفراشات واليراعات في مرج الحديقة وبكميةٍ هائلة فأصبح المنظر جميلاً يقطع الأنفاس دون أن يتدخلو حقاً بطبولوجيته أو يضيفوا صرحاً معمارياً يغير المكان ويقتل الخضرة الرائعة. ويتألف هذا التركيب المعماري من أعمدةٍ ناعمةٍ تتوزع على جسدها إما مرايا كروية أو كرات فوسفور بالتتابع وكأنها أعشابٌ نثرت عليها الطبيعة آثارها.

يعلق العماريون على تصميمهم: بالانطلاق من هذه النقطة، جسّد التصميم رمزية تأثير الفراشات على المكان، وذلك بالاعتماد على فكرة إمكانية أبسط التفاصيل أن تترك تأثيراً واضحاً قوياً على بيئتها. بل تأثيراً مُحفزاً ومُضاعفاً.

أجمل ما في التصميم وبساطته هو عدم تجاوز جزيئات تلك الغيمة المجردة استخدام المرايا والأشكال الكروية وبعض كرات الفوسفور والكرات البلاستيكية التي لا تغير من طبيعة المنظر الطبيعي حقاً وإنما تؤثر فحسب على طريقة رؤيتنا له. تم وضع المرايا وكأنها قطرات ندى عند الفجر على أنصال العشب لتعكس صورة الطبيعة وتغير من معالمها. وحسب تعليق المصممين: إن تقديم الطبيعة بهذه الصورة –تكراره عدة مرات بعكس صورته- بمرايا تلتف 360 درجة لتعكس صورة الصورة حتى، يخلق انعكاساتٍ لا تنتهي بسلسلةٍ من التكرارات في عالمٍ متتابع.

وبانتهاء النهار ومع تغير ظروف الإضاءة باقتراب المغيب ينتهي دور المرايا التي تصبح معتمة، لتشع الكرات الفوسفورية بعدها فوراً. “فتتحول سحابة الانعكاسات إلى سحابةٍ من اليراعات” حسب تعبير المصمم.

وهنا يكمن الإبداع في العمارة، إذ يتجاوز حدود وأفق المباني والمخططات وحتى التضاريس إلى لمساتٍ فنيةٍ وسحرٍ يجعل من رؤية المكان أجمل.

إقرأ ايضًا