الزراعة بالأبنية

3

يقال أن شجرة دم التنين تقوم بالاحتفاظ بالمياه سنين طوال هذا عدا عن فوائدها في تنقية الهواء، ولكن وبما أن البشر لا يتمكنون من العيش في الأشجار كالطيور، قام فريق التصميم في استديو INFLUX بتصميم مبنى شجرة كشف عن واحدةٍ من أغرب التقنيات حتى الآن، حيث بمقدور مبنى TREEPODS INIATIVE سحب ثاني أوكسيد الكربون من الهواء وطرح الأوكسجين…تماماً كالأشجار، ولمزيد من التفاصيل تابعوا معنا:

قام استوديو INFLUX ومقره باريس بزرع شجرة غريبة الشكل تشبه إلى حدٍ بعيد شجرة دم التنين في ولاية بوسطن الأمريكية، ولهذه الشجرة قدرة هائلة على تنظيف الجو، إذ تمت هندستها لتخليص أجواء بوسطن من ثاني أوكسيد الكربون وطرح غاز الأوكسجين بدلاً منه.

ويأتي هذا المشروع المستدام تحت اسم TREEPODS INIATIVE بالتزامن مع الخطة التي تنتهجها بوسطن مؤخراً للحد من انبعاث الكربون في فترةٍ زمنية قصيرة، وقد ساهمت الشراكة الناجحة بين استوديو INFLUX و ShiftBoston بتسريع الإجراءات المتخذة للتحول من استخدام الوقود الأحفوري الحالي إلى استخدام الطاقة الخالية من انبعاثات الكربون.

فالهدف من المشروع خلق أداة عمرانية لتنظيف الهواء والحد من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون بوحيٍ من الطبيعة نفسها، ولم يكن أفضل من شجرة دم التنين بفروعها المشبكة الأشبه بالمظلة لتأدية هذا الغرض، فهذا الشكل هو الشكل الأمثل لتوفير الحد الأقصى من التظليل، كما وتسمح هذه المظلة للرياح بأن تتدفق بكل الاتجاهات بيسرٍ وسهولة، ناهيك عن قدرتها على تخزين وتوزيع المصادر من الأرض إلى المظلة.

وبغض النظر عن تأمينها للتظليل فإن هذه الشجرة تحظى بمجموعة من الألواح الشمسية الذكية القادرة على تعقب أشعة الشمس، وبالتالي دعم نظام تنقية الهواء ونظام الإضاءة العمراني، حيث تنتهي أفرع المظلة بآلافٍ من المصابيح، التي تضاعف فرص الاتصال بين الجو وثاني أوكسيد الكربون… وكأنها مصفاة مرشحة.

وكما تعمل الحويصلات الهوائية في الرئة البشرية، تتم هنا تصفية الغاز، حيث يتم طرح المواد الهيدروكربونية الصديقة للبيئة التي تتفاعل بدورها مع الهواء الحاوي على غاز ثاني أوكسيد الكربون، أما وعندما يتفاعل الغاز المشبع بالمواد الهيدروكربونية مع الماء فينتج عن ذلك غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يتم تخزينه ليُستخدم مرةً أخرى في نفس العملية.

أما عن مواد البناء، فقد تمت صناعة هذه الشجرة من البلاستيك المعاد تدويره والقابل لإعادة التدوير أيضاً، كما ويمكن صنعها باستخدام البولي إثيلين تيريفثالات، المستخدمة عادة في صنع زجاجات الشراب لما لها من مزايا عديدة ذات صلة، إذ انها متوفرة بكميات كبيرة كمادة خام يمكن إعادة تدويرها، كما أنها تأتي بألوان ودرجات شفافية مختلفة، فضلاً عن إمكانية معالجتها بسهولة للحصول على أشكال معقدة، وأخيراً وليس آخراً تحظى هذه المادة بقدرة عالية على مقاومة الشد بغض النظر عن خواصها الميكانيكية.

ويتكون هيكل TREEPOD من مجموعة من العناصر تم تجميعها معاً حتى باتت ما هي عليه الآن، ومن المتوقع إنشاء شبكة من هذه الأشجار باستخدام هذه التكنولوجيا الجديدة، التي سوف تحتضن مدينة بوسطن بأكملها، على الرغم من بساطة الشكل الهندسي، الذي يشبه إلى حدٍ بعيد أقراص العسل سداسية الشكل، حيث يتم تجميع ثلاث وحدات -مثلما يوحي الاسم- لتشكل في النهاية شكل TREEPOD الذي نراه حالياً.

يذكر أن TREEPOD لها دور اجتماعي غاية في الأهمية، حيث تسمح للناس التفاعل مع كل شجرة ومع بعضهم البعض، ناهيك عن التعرف على النقلة النوعية البيئية التي تشهدها بوسطن.

إقرأ ايضًا