أكذوبة عمرانية

2

لدى الخوض في مجال الأجنحة المؤقتة يمكن تطبيق العديد من الأفكار المتعلقة بالديمومة والتفاعل والخصائص المؤقتة لنيل التأثير المرغوب، لكن في كثير من الأحيان يفشل معماريو هذه الكتل خفيفة الوزن في اعتناق الطبيعة “المؤقتة” الملازمة لمثل هذه المشاريع.

فاستخدام مواد بناء تقليدية يحول عمارة الأجنحة إلى عمارة يمكنها أن تبقى لفترةٍ أطول من مدة حياتها المطلوبة (وهذا ما يحصل عادةً)، وهذا ما يناقض طبيعة الحدث المؤقت الذي ابتُكرت من أجله.

من هنا تأتي تركيبة “لحظةٍ بدون عنوان” بتوقيع MOS Architects لتتحدى هذه الفكرة بمقاربتها الشاملة للعمارة المؤقتة.

ففي عام 2010 وضمن أحداث وفعاليات معرض البندقية الجارية كل عامين، صمم المعماريون سلسلةً من بالونات الهيليوم الفضية المثبتة بالأرض عبر شرائط خضراء، وذلك ضمن بيئةٍ محددة وبكثافاتٍ متنوعة.

ولم تكن هذه البالونات وحيدةً في الجناح، إذ تكملها مقاعد ذات خطوط منحنية ومنخفضة الارتفاع تم اختيار اللون الأبيض لها لتدعو الزوار للتجوال داخل الجناح وأخذ قسطٍ من الراحة تحت ظلال البالونات.

فبهذه الطريقة ينتج عن منطق المواد خفيفة الوزن هذه حقلٌ يتضمن خصائص مثيرة للاهتمام في علاقتها بالبيئة المحيطة، وذلك بأدنى تكلفة ممكنة وبتأثيرٍ لطيف على البيئة وأقل تعقيدٍ ممكن من المواد.

فسواءً نظرنا إلى الجناح من على بعد أو من مقربة تؤثر المظلة على البيئة المحيطة بالتركيبة بنفس الطريقة، فهي لا تشبه بنية الأشجار وحسب؛ وإنما تمتاز أيضاً بطبيعتها العاكسة وبألوانها المتماشية مع البيئة المحيطة.

حيث يتغير مظهر الكتلة بشكلٍ مستمرٍ خلال النهار تبعاً لكمية ضوء الشمس المسلط عليها، كما للرياح تأثيرٌ هام على مظهر الجناح الكلي، إذ تحركه بطريقةٍ مشابهةٍ لحركة الزوار في الأسفل.

علاوةٌ على كل ذلك، يمتاز الجناح بطموحاته المستدامة فحسب وصف المصممين “يشبه هذا النوع من المشاريع عمارة-الحمية، فجناح (لحظة بدون عنوان) ذو أثرٍ كربونيٍّ قليل، إذ بالكاد يكون موجوداً، إنه أكذوبة عمرانية.”

إذ يتشكل الجناح من ثلاثة عناصر فقط؛ البالونات، والحبال، وأخيراً المقاعد، والتي تفعل مجتمعةً الكثير لخلق مساحةٍ مثيرةٍ للاهتمام تنتج نطاقاً من التجارب دون تخطي حدودها.

في النهاية، يحاكي المشروع جوهر الأجنحة كما يخاطب مسألة المواد والبيئة بطريقةٍ انسيابية سلسلة.

إقرأ ايضًا