مبادرات خضراء في سان فرانسيسكو

7

قد يكون الكثير منا على اطلاعٍ على حدائق بابل المعلقة التي استطاعت التغلب على قوانين التربة والماء والجاذبية والوزن والتعرية والتآكل، ولكن ماذا عن سان فرانسيسكو ذات المناخ المتوسطي المساعد على إنماء وزراعة النباتات؟ هل من الممكن لشركةٍ معمارية أن تحاكي بجدرانها العضوية واحدةً من عجائب الدنيا السبع؟

نحيطكم علماً في بوابتنا العربية للأخبار المعمارية أن هذه المدينة ستحتضن أكبر حديقة عمودية في الولايات المتحدة الأمريكية بتوقيع باتريك بلانك، الذي اشتهر بتصميمه للعديد من الحدائق العمودية، كتلك الموجودة في متحف Branly Quai في باريس و Caixa Forum في مدريد, وغيرها من التركيبات الأخرى. حيث استطاع هذا المبدع البيئي أن يثير الجدل لدى وصوله إلى المدينة، خاصةً بعمله على جدارٍ أخضر بمساحة 1700 قدماً مربعاً في مدرسة Drew الجديدة.

ووسط الإهتمام المتزايد في هذا الموضوع، تم إكمال بناء عدة أعمالٍ صغيرة الحجم من هذا النوع كهذه من قِبل كلاً من المعماري سيث بور -من شركة Boor Bridges التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها- وشركة فلورا غرب Flora Grubb لتصميم المناظر الطبيعية وبيع الزهور والنباتات، والتي وعلى الرغم من صغر نطاقها توضح إمكانية تزويد المباني بالجدران المزروعة والعضوية الصديقة للبيئة. حيث يمثّل التعاون بين هاتين الجهتين مثالاً عن العلاقات الجديدة التي سيحتاج المعماريون لبنائها مع خبراء الزراعة كي يحصدوا ثمار أفكارهم.

ففي تصريحٍ للمعماري بور قال: إنها تلك الفكرة عن الكيمياء الجمالية, حيث يمكننا من خلالها تناول المساحات المنسية وعديمة القيمة وتحويلها لشيءٍ جديدٍ كلياً ونابض بالحياة. كما شرح بور فهمه لسبب دهشة زملائه وانذهالهم بهذه الفكرة, فالحدائق العمودية تعتبر طريقةً لتحويل وإعادة إحياء البيئة العمرانية. حيث أكمل قائلاً: لقد أصبحنا معتادين على التفكير بأننا غير قادرين على خلق بيئةٍ مزروعة ضمن ظروفٍ عمرانية, لكننا عندما نعلم أننا نستطيع القيام بذلك, نبدأ بتخيّلها في كل مكان.

وبعد تصميمه لمتجر “بيه فيو” لشركة Flora Grubb عام 2007, اشترك بور مرةً أخرى في عملية إعادة تجديد منزل إيمز في سان فرانسيسكو. فخارج المنزل البالغة مساحته840 قدماً مربعة، قام معمارنا بنحت مساحةٍ طبيعيةٍ بأبعاد 4,5 × 12 قدماً تحيط بها المباني من ثلاث جهاتٍ، ولكنها وعلى الرغم من ذلك تتمتع بإضاءةٍ جيدة.

وفي توضيحٍ لفكرة عمله يعلق المعماري بور قائلاً: تذكرنا هذه المساحة بتلك المناطق المهملة المنتشرة بكثرة في سان فرانسيسكو كالمناور والساحات،” ويضيف قائلاً “مع إبقاء فكرة الفناء في ذهني أثناء العمل، قمت برفع مستوى الأرض باستخدام منصةٍ خشبيةٍ تمت تغطيتها لاحقاً بألواح معقولة التكلفة, لتأتي بعدها الأبواب الفرنسية وتكمل إحساس المساحة الأشبه بالحدائق.”

فقد تخيل بور بدايةً صندوقاً مزروعاً بنبتة خيزرانٍ بسيطة تنمو على الجدار, إذ كانت فكرة الحديقة الأرضية التقليدية غير مناسبة بتاتاً، لأنه وحسب رأي فلورا غرب لتصميم المناظر الطبيعية “لم يكن بالإمكان وضع أشياء تتطاير هنا وهناك، فنحن بحاجةٍ لشيءٍ ثابت لا تنتج عنه أية فوضى.”

وعندها فقط تبادر لذهن بور تلك النبتة التي رآها في متجر غرب، فقد كانت بقلة حاجتها للمياه والتربة مناسبة تماماً لخلق مظهرٍ نحتيٍّ جميلٍ ومبتكر في نفس الوقت.

في النهاية تبقى هذه الأعمال مجرد أمثلة عن المبادارت الخضراء الواسعة التي باتت تستهدف مختلف المدن الأمريكية، سواءً كان ذلك في الساحات العامة أو الجسور والأبنية والمنازل وغيرها.

إقرأ ايضًا