ما علاقة العمارة في دعم الحياة البرية والغطاء النباتي؟

7

نجح مدخل حديقة حيوان Adelaide بأن يضخّ نفساً جديداً في جزءٍ لطالما كان مهملاً من مدينة Adelaide الأسترالية، مطيحاً بكل الحدود التقليدية بين حديقة الحيوان والمنطقة المحيطة به، حيث اتخذ فريق العمل في شركة Hassell على عاتقهم رفد المنطقة بمدخلٍ جديد لعرض مشاهد وأصوات من حديقة الحيوان.

ويعتبر هذا المشروع أول سقف أسترالي أخضر يُصمم لدعم الحياة البرية والغطاء النباتي، مما يؤهله ليكون حديقةً هامة ومركزاً للأبحاث في آنٍ واحد، فضلاً عن كونه حديقة حيوان عالمية المستوى بامتياز، بالاستعانة بالعديد من الاستراتيجيات المادية والثقافية والتنظيمية.

يكشف المشروع عن سلسلةٍ من الساحات الأمامية المترابطة على أكثر من 2,000 قدم تربيعي، بهدف خلق انتقالٍ طبيعي وربطٍ مكانيٍّ ما بين الطرق والحدائق والممرات المائية، وإن هذه الروابط الجديدة المنتشرة عبر الساحات الأمامية تؤمن ممراتٍ آمنة نجو المقاهي والمعارض.

فقد تمت إضاءة كافة الممرات من جديد، والتي لطالما كانت جزءاً موحشاً من الحديقة النباتية، الأمر الذي كشف لنا عن قدرة التصميم العمراني على رفدنا بمدنٍ أكثر أمناً فضلاً عن كونها صحية وملائمة للعيش، كما ويكشف المشروع بدوره عن دعمه لمجموعةٍ واسعة من الأحداث الثقافية داخل الساحات العامة.

حيث يضم مركز Santos للحفاظ على البيئة مساحة عرضٍ مرنة يمكن الوصول إليها عن طريق الساحة الأمامية، بالإضافة إلى مسرحٍ يتسع حتى 100 شخص والعديد من المرافق ومراكز المعلومات، بهدف تشجيع الأسواق المحلية والصناعات التي تدعمها احتفاليات المركز.

أما المشاهد الطبيعية فقد تم اعتبارها جزءاً متشابكاً مع المشروع، في سبيل رفد أستراليا بمساحةٍ مدنية فريدةٍ من نوعها، كما وتعكس الألوان الخارجية ومواد البناء، المناظر الطبيعية الأسترالية التي تدمج ما بين الفحم والخشب والنباتات المحلية.

كما يتضمن المشروع العديد من النماذج للجدران والأسقف الخضراء من خلال التعاون الوثيق بين الحكومة وخبراء حديقة حيوان Adelaide وطبعاً مصممي Hassell، كان الهدف منها تحقيق أدنى خسارة من مواطن الحيوانات والنباتات، ودعم الحياة البرية وتكثيف التنوع البيولوجي.

إن هذه العناصر الحية بإمكانها أن تتطور لتتلاءم والظروف المناخية، وتنمو وفقاً لدورة الحياة الطبيعية للأنواع النباتية، الأمر الذي من شأنه تطوير هذه الحديقة على المدى الطويل، وتشجيع الأنواع المحلية على التكاثر في هذه المنطقة، والذي يعتبر بدوره جزءاً لا يتجزأ من مفهوم التصميم لضمان مواكبة المنطقة للتطورات الاجتماعية والببيئية والاقتصادية.

أخيراً فقد أسهم هذا التعاون المثمر بين مستثمري القطاع الخاص وفريق العمل في HASSELL وبين القطاع الجامعي، بجعل المشروع يخدم في توسيع القاعدة التي تربط ما بين الحكومة وقطاعات الصناعة، كما ويعتبر أيضاً أشبه بمنصةٍ للبحوث الجارية فيما يتعلق بدعم وتعزيز البيئة العمرانية من خلال بناء النماذج البديلة، إلى جانب مساهمته في عملية إدراة مياه الأمطار بشكلٍ مناسب وتأمين أداءٍ أكثر كفاءة في مجال توليد الطاقة الشمسية.

إذ تعتبر إدارة المياه قضية البيئة الرئيسية في أستراليا، وبذلك تظهر أهمية مشروع Adelaide Zoo Entrance Precinct الذي يشتمل على العديد من المبادرات لحفظ المياه وغيرها من القضايا الهامة.

إقرأ ايضًا