كلنا نعرف ونشهد دائماً تدفق الجماهير الغفيرة للملاعب والاستادات الرياضية، سواءً على شاشات التلفزة أو بشكلٍّ حيٍّ، وفي الهند تحديداً يبدو أن استوديو Symbiosis قد لاحظ ذلك بدقة، فقد استطاع مؤخراً وببراعة فائقة تفسير المعنى الحقيقي لتوفير الطاقة أثناء تصميمه لملعب “التموجات الرياضية” أو Athletic Ripples هناك؛ إذ لم يكتف الفريق بالاستفادة من أشعة الشمس القوية عن طريق وضع مجموعةٍ من ألواح الطاقة الشمسية وألواح التهوية على أسطح الملاعب فقط, بل تجاوز الحدود ليستغل الطاقة الناتجة عن أقدام الحشود المتدفقة!
نعم عزيز القارئ، إن هذه الفكرة حقاً غريبة، ولكنها أصبحت ممكنةً في استوديو Symbiosis، الذي استطاع توليد الطاقة الكهربائية في مجمعه الرياضي عن طريق حصاد الطاقة الحركية المتولدة من تدفق الحشود على ممرات المشاة، حيث يتم تحويل الضغط الناتج عن هذه الحركة إلى طاقةٍ كهربائية.
ليس هذا وحسب، فمن أقدام الجماهير إلى أمواج البحار، يبدو أن فريق Symbiosis لا يتوانى عن سبر غمار كل جديد وفريد، حيث تسللت بعض تلك التموجات إلى تصميم المجمع نفسه الذي استمد اسمه من شكله، ففي الوقت الذي تحظى فيه كل منطقة من مناطق النشاطات الضخمة بتصميمها الفردي في نطاقٍ من الأشكال والأساليب المتنوعة، تجتمع كلها تحت لواءٍ ومفهومٍ واحد مستمد من شكل الحصى في المياه.
هنا يوضّح استديو Symbiosis قائلاً “تم التعامل مع هذه المناطق الزونية من الناحية المفهومية وكأنها حصى في المياه، حيث تخلق المياه شكل الحصى الذي يصبح المبدأ التوجيهي للغة الشكل التصميمي في المشروع.”
وعلى الرغم من أنه من الممكن تصميم هذه الأجزاء المختلفة من المشروع على حدةً، لكنها جميعها تحافظ على الإحساس بالاستمرارية ضمن صورةٍ ظليةٍ واحدة. إذ تكمن رغبة فريق التصميم في ربط مستخدمي المرفق مع المناظر الطبيعية المجاورة، الأمر الذي عزا بهم إلى جعل حواف الموقع أكثر انسيابية بهدف مزج الحدود الخارجية.
أما عن هيكل هذه المدينة الرياضية فهو قائم على منطقة مشاة مركزية، تتخللها ممرات للمركبات، تم الإبقاء عليها بحدّها الأدنى للتخفيض من الازدحام المتوقع.
فهذه المنطقة الطولية المخصصة للمشاة تهدف للإشارة إلى العلاقة الوطيدة بين الزائر والطبيعة، موحيةً لكل مرتادي المرفق بأنهم في مجمعٍ رياضي أخضر.
في الختام نشير إلى أن فريق Symbiosis قد احتفى مؤخراً بوضع حجر الأساس لمشروعه الثوري هذا، وذلك بحضور رئيس حزب الكونغرس الهندي الحاكم، سونيا غاندي، لتشهد هذه الاحتفالية بداية مشروع طموح يحتضن في جنباته مدينةً رياضية متنوعة تنبثق من قلب المناظر الطبيعية.