تغيير وجه مباني لندن السكنية بأقل خسائر ممكنة

7

تُرى هل يمكن لمباني لندن السكنية العائدة لفترة ما بعد الحرب والتي تطغى عليها البنية الخرسانية المسلحة أن تحظى بشكلٍ جديدٍ ألطف من ذي قبل؟ وهل يمكن تحقيق ذلك دون الحاجة لتدمير هذه البنى كلياً، ودون إجبار قاطنيها على الانتقال منها ومن الأحياء التي تعايشوا معها لسنوات؟ لدى جيمس كيرك، طالب العمارة في جامعة ويستمنستر الإجابة!

إذ يقترح كيرك في مشروع تخرجه خيار تطوير هذه الأبنية دون تدميرها، وذلك عبر توسيع شققها نحو الخارج وخلق واجهات مقششة جديدة.

سيكون من شأن هذه البادرة التطويرية المرحلية تجنيب المجتمعات الحالية حالة التمزق، خاصةً أنهم “لا يرغبون في الانتقال ولا في أن يجبرهم أحدٌ على ذلك.”

فحسب كيرك، يقدّم مشروع “London Thatch” حالة التبديل والتوسيع وإعادة النمذجة المطلوبة على عكس الهدم والتدمير، ضمن مقاربة إعادة تجديد أبراج لندن الهرمة. ولكن تبقى هذه المقاربة خاصة بالموقع والسياق المطروحة لهما، على الرغم من أن الفكرة منفتحةً بما يكفي لأن تطبّق في أماكن أخرى.

فأبراج لندن هي عبارة عن مجتمعات حية بمجموعاتٍ من القاطنين الذين لا يرغبون بالمجمل بأن ينتقلوا أو يغيروا أماكن عيشهم. وهذا أمرٌ يجدر تذكره عند التصميم لتجديد هذه المباني.

لذلك يهدف المقترح للتوصل إلى عمارة محافظٌ عليها، من شأنها تنمية طريقة ماهرة في الإنشاء وإعادة تجارة هامة في جنوبي لندن.

يقترح المشروع تطويراً مرحلياً للأبراج الحالية، كما يقدم مساكن مؤقتة للعائلات التي ستُضطر للانتقال بسبب أعمال الإنشاء. إذ سيتم توسيع الأبراج الحالية بشكلٍ جانبي على بنيةٍ جديدة، وذلك بهدف زيادة مساحات المعيشة في الشقق الموجودة وتأمين مساحة خارجية خاصة لكلٍّ منها، ما سيطوّر نوعية وكمية المساحة في كلٍّ من هذه الشقق.

وإلى جانب هذا، يقترح المشروع إنشاء مدرسةٍ لتعليم القاطنين المحليين هذه الطريقة الإنشائية التقليدية والحرفية. حيث سيتم توظيف مصادر وطلاب المدرسة لتطبيق وصيانة واجهةٍ مجددةٍ في أحد الأبراج الموجودة.

وهكذا سيتمكن السكان المحليون ممن هم بحاجةٍ لعمل من تعلم مهارات جديدة، كما سيتمكنون من صيانة البيئة المبنية الموجودة في الموقع. حيث ستدرب المدرسة الطلاب على صيانة المباني، كما ستروج للبناء باستخدام مواد طبيعية في المدينة.

وبالنسبة للمواد الأولية فستكون بمتناول اليد، حيث سيتم إنشاء منطقة طبيعية تؤمن القصب والقش المطلوبين لتغيير وجه المبنى، هذا عدا عن دورها في فلترة وتنظيف المياه المستهلكة في المبنى قبل رميها في نهر التايمز.

وهكذا سيحظى القاطنون على مشهد طبيعي وظيفيٍّ متنوعٍ وبهيج حول مبناهم مكان مساحة المرافق الخارجية التي كانت مهملة فيما مضى.

إقرأ ايضًا