على نقيض المباني التقليدية المرصوفة طابقاً تلو الآخر التي تخيم على ملامح العمارة السكنية، وبنيّة سد الفجوة بين الطبيعة والعمارة قامت شركة Akihisa Hirata ومقرها طوكيو بتصميم مجمعٍ سكني عضوي في طوكيو، مأخوذين بفكرة خلق تجربةٍ أكثر ديناميكية لقاطيني المباني السكنية.
ولا ننكر هنا الصعوبات التي واجهها فريق العمل فيما يتعلق بضيق الموقع وعمقه، مما استرعى التفكير بتصميمٍ ضيقٍ من جهة الواجهة الجانبية، فقد استطاع هذا المبنى على نقيض العمارة الطابقية التقليدية ابتكار نظام طبقاتٍ عضوية، حيث نلاحظ عدم تدخل المساحات الخارجية والشارع بخلق مساحاتٍ ثلاثية الأبعاد، والذي يعد أمراً شائعاً في العمارة التقليدية.
وكأنه شجرةٌ… وكأن مساحاته معلقة في الهواء… استطاع برج Tree-ness House أن يكشف عن مساحةٍ متشابكة يتداخل فيها الداخل والخارج على نحوٍ استثنائي، وفي تحقيق هذا الغرض قام معماريو Akihisa Hirata برصف مجموعةٍ من الصناديق تكشف في داخلها عن غرفٍ للنوم، في الوقت التي تم إكساؤها من الخارج بتراسات أو حتى عن مساحاتٍ داخلية مفتوحة على بعضها ومطوقة بالزجاج.
كما ونلاحظ بأن هذه الصناديق تحظى بفتحاتٍ تبدو مطويةً للوهلة الأولى لتغيب الحدود ما بين الداخل والخارج، بينما وحول هذه الطيات تم إقحام بعض المساحات الخضراء مما ساهم بخلق حدائق ثلاثية الأبعاد على محيط المبنى، وأخيراً تشترك الكتل الوظيفية والفتحات والمساحات الخضراء المتشابكة في جعل المبنى يبدو وحدةً عضوية متكاملة.
لقد كان الهدف من وراء هذا التصميم تطوير مشاريع معمارية طبيعية أخرى، يكون فيها للجذع والأوراق شكل مختلف ولكن تحافظ على نفس النوعية في الأساس. فهذه العلاقة تعطي العمارة طبقاتٍ بنيوية عضوية، وهذا التصميم يطبّق هذا المبدأ المعماري الذي يتميز بقدرته على ربط النظام البيئي المعقد بالمدينة.