ما آخر هدايا الطبيعة إلى أبنائها النروجيين؟

7

انتهى طلاب مدرسة العمارة في Bergen في النروج من عمليات بناء مبنى مدرسةٍ في قرية Chimundo في موزمبيق، باستخدام أكياس الرمل والقوارير والعشب.

ويتألف هذا المبنى من غرفةٍ مغلقةٍ للحواسيب ومساحةٍ أكثر مرونةٍ مزودةٍ بأبوابٍ من العشب مخصصةٍ لدروس اللغة الإنكليزية. وبالإضافة إلى تقسيمها بواسطة بابٍ انزلاقيٍ كبيرٍ ذو إطارٍ من الاسمنت المسلح، الذي تم ملؤه بأكياس الرمل والقوارير الزجاجية، تم تثبيتها أيضاً على جدارٍ واحدٍ. كما تم دعم السقف الحديدي المضلَّع بإطارٍ خشبيٍّ من أجل تأمين التهوية الضرورية.

وقد قدم الطلاب القائمين على العمل هذه المعلومات عن مشروعهم:

يتألف فريق العمل من 19طالب عمارة ومدة العمل 5 أسابيع، وعليهم إتمام إنشاء مبنى مدرسة في غضون 12 يوم فقط. وكان بين أحد المناهج الرئيسية المقدَّمة في كلية Bergen للعمارة واحدٌ بعنوان “مهندس عمارة في ثقافةٍ غريبةٍ”، يؤكد على أهمية الوعي الاجتماعي المحلي بالطريقة المتبعة في الهندسة المعمارية. وعلى كل طالب أن يحلل ويبحث في التأثيرات والمواقع المحيطة، ليصبح دور المهندس المعماري موضوعاً للمناقشة. وتبدأ القصة من خريف عام 2009، عندما انطلق 19 طالباً في رحلةٍ إلى موزمبيق دون أن يكون لديهم أي نيةٍ ولو مبدئيةٍ ببناء أي شيء.

Chimundo: شكَّل الأمر في بدايته مصادفةً عاطفيةً قويةً بالنسبة للطلاب منذ لحظة وصولهم إلى مركز Sister Catarina للرعاية النهارية بالأطفال المحرومين، في القرية الريفية الصغيرة Chimundo.

وبمساعدة المنظمة الغير حكومية Aid Global، تدير Catarina أيضاً مركز تدريب لتعليم الراشدين، مما يساعدها على تغطية نفقات مركز الرعاية النهارية. وبعد أسبوعين من التسجيل وفهم منطق المكان، وافق الطلاب بالإجماع على بناء مبنى مدرسة على أرض مركز Catarina، من أجل استخدامه في أغراضٍ متعددةٍ، كمركز تدريبٍ في فترة مابعد الظهر وكمساحةٍ موسَّعةٍ من أجل الأطفال خلال أوقات النهار.

وبما أنه لم يكن أمامهم سوى فترة 12 يوم فقط، كان على الطلاب بدء العمل مباشرةً.

المبنى: بهيكلٍ بنيوي بسيطٍ، يتألف المبنى من غرفةٍ مغلقةٍ لتعلُّم كيفية استخدام الحاسوب، وغرفةٍ مفتوحةٍ من أجل تعلُّم اللغة الإنكليزية. وقد جعلت الجدران الصلبة وإمكانية الإغلاق بشكلٍ كاملٍ من غرفة الحاسوب مكاناً آمناً، فيما يخص عمليات السطو والسرقة. ويمكن وصف الغرفة المفتوحة المتصلة بالخارج على أنها حيِّزٌ مكانيٌّ ذو سقفٍ طويلٍ وجدرانٍ شفافةٍ تعانق ضوء النهار.

كما أتاح الإطار المصنوع من الاسمنت المسلح وجود هيكلٍ محددٍ دائمٍ في الغرفة المغلقة، في حين سمح التأطير باستخدام موادٍ أرخص ثمناً في الحشوات المؤقتة. وقد أجرى الطلاب تجارب عديدةٍ على أكياس الرمل في الواجهتين الشرقية والشمالية، حيث تعمل هذه ككتلةٍ حراريةٍ في فصل الشتاء، بينما يمنع امتداد السقف احتمال التعرض للشمس أثناء فصل الصيف.

هذا وتمتلك الواجهة الأمامية الجنوبية المظلَّلة جداراً من القوارير الزجاجية، من أجل السماح للضوء بالدخول وإبقاء الغبار خارجاً. كما تضفي القوارير لمسةً جماليةً على الواجهة، وتشكِّل بديلاً مناسباً عن النوافذ الغالية الثمن.

ثم يجمع السقف مياه الأمطار في خزان مياهٍ مصنوعٍ من صفائح حديديةٍ مضلَّعةٍ، ليوضع على دعاماتٍ يدوية الصنع ورخيصة الثمن. وبدورها، تمنح هذه الدعامات فجوة تهويةٍ طبيعيةٍ من أجل التبريد، بينما يعمل السقف الداخلي المصنوع من حصائر القش المحلية الرخيصة على ترشيح الهواء الساخن إلى الخارج.

والأجمل من هذا كله هو أن أبواب القش الخفيفة والموجودة في الغرفة المفتوحة، تمنح إمكانية الاستخدام المرن للمساحة.

ويمكن أن تنفتح الغرفة بشكلٍ كاملٍ على باحة المدرسة الداخلية باتجاه الجنوب، وعلى شجرة مانجو صغيرة باتجاه الشمال.

وبعد كل هذا المجهود الكبير، أراد الطلاب أن يبقوا ضمن إطارٍ اقتصاديٍّ معقولٍ محاولين استخدام أكبر قدرٍ من المواد المحلية، مع الدمج الواضح بين الطرق العامية الشائعة والمفاهيم الجديدة. ولهذا نلاحظ أن الهيكل كله مصنوعٌ بطريقةٍ تجريبيةٍ إيضاحيةٍ، مما يسهل فهمه وإنجازه من قبل سكان Chimundo.

وعلى أية حال، فإن المبنى بحد ذاته هو مبنى تثقيفي ذو هدفٍ تعليمي سامٍ.

إقرأ ايضًا