أرضٌ واحدة للمعماريين على كوكب فوستر

14

قام نورمان فوستر بالاعتناء تصميمياً بفراغين خاصين بالاحتفالية الدورية للعمارة التي تقام في مدينة البندقية الإيطالية كل سنتين لعام 2012:

كان الفراغ الأول عبارة عن تركيبة معمارية تمثّل ما سُميّ بـ “البوابة” عند مقدمة الأرسنال (Arsenale) ويُمثل هذا الفراغ الصالة الأولى التي يمر عبرها الزوار ضمن الكورديري (Corderie). أما الفراغ الثاني فموجود في “الجناح المركزي” في الجيارديني (Giardini).

لقد اختار نورمان فوستر أن يترجم موضوع “الأرضية المشتركة” بطريقتين: الأولى كانت بواسطة الكلمات كجسمٍ من المعلومات يضم أسماء أجيال من المعماريين والنقاد والمصممين ومعماريي اللاندسكيب والمخططين العمرانيين الذين تركوا بصمتهم وأثرهم على العالم العمراني منذ الفترات الغابرة وحتى يومنا هذا.

أما الطريقة الثانية فكانت عن طريق الصور التي تبيّن فراغات التجمع المجتمعي التي توحدنا معاً بشكلِ اجتماعي داخل وخارج المباني. حيث يجمع نورمان فوستر من أجل التركيبة المعمارية “البوابة” في الأرسنال بين تفسيري الموضوع: الكلمات والصور.

حيث اختار أن يخلق صندوقاً أسود للتجربة يتم فيه دخول الزوار إلى فراغٍ غامر بواسطة منحدرات (رامبات) متناظرة ويتم في هذا الفراغ اسقاط كلماتٍ بيضاء تتحرك باستمرار على خلفية سوداء وتغمر الأرض والزوار. كما يتم فيه اسقاط صورٍ ضخمة تتغير لسرعة على جدران الفراغ تومض فوق رؤوس المشاهدين ضمن تركيبة قام بها صانع الافلام كارلوس كاركاس.

وتتراوح الصور من صور للفراغات التاريخية في العالم الغربي إلى صور للمدن الجديدة المزدهرة في آسيا وأمريكا الجنوبية. إضافةً إلى الـ favelas التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من هذه المناطق العمرانية الصاعدة. وبروح “الأرضية المشتركة” تم التماس آلاف الصور من الشبكة العالمية للمعماريين والمخططين والمصورين والنقاد والكتّاب والفنانين.

كما كان هذا الخليط من الأسماء والصور مصحوباً بخلفية موسيقية تم تأليفها خصيصاً للتركيبة المعمارية. وقد أصبح إنجاز هذه التركيبة المعمارية ممكناً بفضل مؤسسة نورمان فوستر وأيفوري برس.

أما في “الجناح المركزي” في الجيارديني يركّز معرضٌ أقيم هناك على الساحة الموجودة أسفل برج مصرف هونغ كونغ وشنغهاي كفراغٍ جامع. وقد كان هناك عدة نسخٍ تصميمية أولية مختلفة للمصرف والتي تأوجّت في المخطط النهائي الذي اكتمل عام 1985. ولكن الصفة المشتركة لجميع المخططات كانت فراغاً مدنياً تم خلقه من خلال رفع المبنى لضمان تدفق حركة المشاة عبر الموقع. كما يُظهر المعرض من خلال النماذج والاسكتشات والرسوم والصور تطور هذا الفراغ العام والبرج الذي يحدده معززاً بصورٍ للمبنى التقطها المصور الفوتوغرافي أندرياس غورسكي. وفي أيام الآحاد يتم تحويل هذا الفراغ إلى قاعدة أمامية للفليبينيين حيث تُشكّل مئات وسائل الإعلام مجتمعاً ذي تنوعٍ غير عادي من النشاطات الاجتماعية والفراغات الحميمة التي كونتها جدرانٌ كرتونية. وهكذا يتم استكشاف هذا الجانب أيضاً من المصرف من خلال أعمال الفنانة ماريسّا غونزاليس. كما أن اللوحة الثلاثية لقاعة المصرف لبن جونسون تمم صورة الساحة من الأعلى التي التقطها المصور جون ناي.

إضافةً لذلك قام كريس لو في جناح هونغ كونغ في الأرسنال بانتقاء ورعاية تصميم فوستر وشركاه لمحطة الوصول كاي تاك كروز كجزء من إعادة بتطوير موقع المطار السابق. مما يكمّل موضوع “الأرضية المشتركة” حيث تُمثّل هذه المحطة حديقة سطح عامة وكبيرة أمام الخلفية المذهلة للمدينة.

إقرأ ايضًا