بعد رفض مقترحين تطويريين للموقع من قِبل محكمة الأراضي والبيئة في أستراليا، لم يكن أمام فريق Allen Jack+Cottier من حل سوى تلافي أخطاء زملائه، لكنه لم يعلم آنذاك بأنه على وشك وضع معيارٍ جديدٍ لمشاريع التطوير متعددة الاستخدامات في البلاد.
حيث عمد فريق التصميم إلى تعديل تصميم مشروع “ستوكلاند بالغولا” التجاري ونظيره السكني “ذا فيليج” بطريقة تسمح للقاطنين بالاستفادة من رفاهية العيش فوق مركزٍ تجاريٍّ دون أن يتم انتهاك البيئة الآمنة والمريحة لمنازلهم.
والسر ببساطة هو الاستفادة من الانحدار البالغ عشرة أمتار الموجود في الموقع، والذي يفصل منطقة البيع بالتجزئة ومصف السيارات ومداخل منصة التحميل عن المنطقة السكنية.
حيث “تختفي” جدران الكتل التجارية الصندوقية الكبيرة مع مناطق الخدمات تحت الأرض، بينما تنشّط مستويات البيع بالتجزئة حواف الشارع، وبالتالي يكون الانتقال بين المساحة الخاصة والعامة واضحاً تماماً للعيان.
وبالحديث عن التنقل والتجوال في مساحات الموقع، تجدر بنا الاشارة إلى ممر المشاة الجديد الذي تم إحداثه، حيث نجده يتفرع في أرجاء الموقع مؤمناً وصولاً سهلاً إلى مناطق البيع بالتجزئة رابطاً الشارع الرئيس الذي يطل عليه مركز “بالغولا” بالحي السكني، في الوقت الذي ترتبط فيه الساحة العامة بالشارع موسعةً المساحة العامة في الموقع ومقدمةً الدعم اللازم لعددٍ من النشاطات وأنواع البيع بالتجزئة… والنتيجة تآلف طبيعي بين أسلوب الحياة والتجارة.
وطبعاً لم تكن حيلة فصل المساحات التجارية عن السكنية وربطها في الآن نفسه الحيلة الوحيدة التي لجأ إليها المصممون؛ إذ أولى فريق Allen Jack+Cottier عنايةً فائقةً لاحترام التصميم لحجم وهوية أبنية الجوار الموجودة أصلاً، مع الأخذ بعين الاعتبار رغبات المجتمع المحلي وقوانين الزونات بهدف الحصول على موافقة المجلس؛ بمعنىً آخر، تم تقليص حجم هذا المشروع التطويري ببساطة عن طريق وضع ثمانية أبنية على منصة فوق مناطق البيع بالتجزئة ومناطق ركن السيارات.
ولكن تقليص حجم المشروع لم يعنِ أبداً الاستغناء عن أي من الخدمات والمرافق الضرورية؛ حيث يتضمن المشروع 17.700 متراً مربعاً من مساحات البيع بالتجزئة؛ بما في ذلك سوبر ماركت و686 ركن لصف السيارات وستين متجراً وعددٍ من المطاعم والمقاهي ونادٍ رياضي ومبنى نادي كامل.
هذا بالنسبة للمساحات التجارية، أما عن العنصر السكني أي “ذا فيليج”؛ فيؤمن هذا 234 شقة سكنية و370 ركن لصف السيارات عدا عن حدائق عامة وبركة سباحة على نسق برك المنتجعات الراقية.
وهكذا اجتمع الكم والنوع في آنٍ واحد على يد معماريي Allen Jack+Cottier.