زها حديد؛ حطّابة فرنسا

328

بخطوطٍ معمارية جريئة كالعادة، وكتلة خرسانية رشيقة، يجري الحديث مؤخراً عن إنجاز المعمارية العالمية زها حديد مبنىً مميزاً يتسع لثلاثة أقسامٍ حكومية في مونتبيليير في فرنسا.

فتحت اسم مبنى Pierres Vivesسيحتضن المشروع مكتبة وسائط متعددة إلى جانب أرشيف عام وقسم للرياضات من المأمول أن يتم الاحتفاء بافتتاحها في الثالث عشر من أيلول القادم، وذلك في كتلةٍ أشبه بجذع شجرةٍ مقطوع.

ومن بين أكثر سمات المبنى تميزاً بشكلٍ عام يظهر الزجاج الأخضر المتراجع، حيث يخط كامل طول الواجهة، رابطاً بهو الطابق الأول المكتبة بالمكاتب بالمرافق المشتركة التي تتضمن غرف اجتماعات ومدرج ومساحة معرض.

تقع كافة هذه المرافق المشتركة داخل كتلة خرسانية منحنية تنبثق ظفرياً عبر التزجيج لتحمي المدخل الرئيس الواقع في الطابق الأرضي.

وفي بعض المعلومات التي نُشرت باسم زها حديد حول هذا المشروع، يُذكر أن المشروع يمتد على مساحة 35 ألف متر مربع، تمتاز بتوحيدها لثلاثة مؤسسات؛ هي الأرشيف والمكتبة والقسم الرياضي داخل جسدٍ واحد.

حيث تجتمع هذه الأقسام المتنوعة داخل جسدٍ قويٍّ يمكن رؤيته وتمييزه من بعيد. لكن ما أن يتحرك المرء مقترباً منه يبدأ التقسيم بين الأجزاء الثلاثة بالتوضّح.

تم تطوير المبنى على أساس البحث الحثيث عن المنطق الاقتصادي والوظيفي. ولكن من جهةٍ أخرى، تم تشكيل التصميم بحيث يذكّر الشكل الناتج بجذع شجرةٍ كبيرة موضوعٍ بشكلٍ أفقي.

يقع الأرشيف في القاعدة الصلبة لهذا الجذع، تليه المكتبة التي تبدو أكثر مسامية نوعاً ما مع قسم الرياضات بمكاتبه ذات الإنارة الجيدة في القمة حيث يتشعّب الجذع لفرعين ويصبح أخف وزناً.

يحتضن الفرعان البارزان عن الجذع الرئيس نقاط الوصول والمداخل المؤدية إلى المؤسسات المختلفة. وتقع كافة المداخل العامة على الجهة الغربية، حيث يمتد المدخل الرئيس أسفل مظلةٍ ضخمةٍ بارزة؛ بينما تقع المداخل الخدمية كلها على الجانب الشرقي؛ بما في ذلك مداخل أطقم العمل ومنصات التحميل.

وبهذه الطريقة يتم استغلال المشابهة مع جذع الشجرة لتنظيم تعقيد “المدينة الإدارية” برمّتها.

*التنظيم الفراغي:

يقدم طريق وصول المركبات الرئيس وصولاً مناسباً من كلا جانبي المبنى. وتؤدي الممرات العامة إلى مرآبٍ فسيحٍ للزوار يقع مباشرةً أمام ردهة المدخل الرئيس. أما عن ممر الوصول الخدمي فيمتد على طول الموقع المقابل.

تمت المحافظة على ذات التقسيم الطولاني للمساحات الخادمة والمخدّمة في الطابق الأرضي على طول المبنى. حيث يتضمن الجانب الأمامي كافة الوظائف العامة لكل مؤسسة، مرتبطاً بردهة طولانية ومساحة عرض في المركز.

أما أعلى هذا المستوى الأرضي الربطي فتحافظ المؤسسات الثلاثة على انفصالها الحاد. حيث تحظى كل منها بمراكز توزيع الحركة الداخلية الشاقولية الخاصة بها. وتتبع مخططات كل جزء منها المنطق الوظيفي المحدد للمؤسسة التي تحتضنه.

يبقى أن نشير إلى أنه وعند الوصول في المدخل الرئيس، يتم توجيه الزوار من الردهة إلى المساحات التعليمية في الطابق الأرضي أو عبر المصاعد والأدراج الكهربائية إلى الطريق العام الرئيس في المستوى الأول، والذي تم تشكيله على طول الواجهات بهيئة شريطٍ زجاجيٍّ متراجع، حيث يمكن الوصول هنا إلى غرف القراءة والأرشيف والمكتبة بشكلٍ مباشر.

أخيراً بالنسبة للمرافق الرئيسة العامة فتقع في قلب المبنى بحيث يمكن للمؤسسات الثلاثة التشارك بها؛ سواءً كانت مدرجات أم غرف اجتماعات. وهكذا تشكل هذه المرافق العامة المشتركة كتلةً مركزية تبرز من الجذع مقدمةً مظلةً ظفريةً ضخمة تظلل الزوار المتوافدين للمكان.

إقرأ ايضًا