للمزارع التقليدية سحرها الخاص الذي لا يُضاهى، ولكن هذا لا يحول دون الاعتراف بافتقارها إلى إذنٍ بالدخول إلى عالمنا المعاصر، لذا وفي هذا السياق شرع معماريو Propeller Z بنفض الغبار عن إحدى المزارع القديمة في بلدة Fahndorf التاريخية جنوبي النمسا، وإكسائها بسقفٍ أخضر من شأنه ضخ الحياة في جسد المزرعة، فضلاً عن خلق مساحةٍ يمكن للسكان فيها العيش بشكلٍ مريح.
فمشروع تجديد المزرعة التي تعود لأكثر من مئتين عام تحت اسم “Flag” استطاع أن يقلب كتلة المبنى القديمة رأساً على عقب، والتي كانت مجرد كتلةٍ بسيطة على شكل حرف u تنفصل فيها مساحة المعيشة عن مساكن الحيوانات من خلال فناءٍ وممر لا أكثر ولا أقل.
كما وكان أحد أجزاء الكتلة غارقاً في التلال ولم يكن لنستطيع أن نرى منه سوى سطحه من المرج الواقع إلى الخلف، فقد اعتاد أهالي المنطقة رؤية هذا المنزل منفصلاً عن الأراضي المحيطة به، مما استدعى إيجاد حلٍ ينقذ المنزل قبل أن يغرق وتتلاشى ملامحه مع الزمن.
وجاء الحل على أيدي فريق العمل في شركة Propeller Z ومقرها فيينا، بتصميم مساحة معيشة زجاجية وعصرية في منطقةٍ متاخمة لمنزل المزرعة، حيث نجحت هذه التوسعة بإضفاء لمسة حداثة على المبنى القديم على الرغم من الميزانية المتواضعة التي لم تكن لتتجاوز 70,000 يورو، وذلك بالاستعانة بالمواد المحلية حصراً وإعادة تدويرها من جديد لتصبح أخف وزناً.
من جهةٍ أخرى ترتبط هذه الفسحة المزودة بأحدث وسائل الراحة العصرية مع ساحة المزرعة بمجموعةٍ من السلالم الخارجية، كما وقد تم تشييدها من الفولاذ والزجاج والإسمنت والخشب المحلي، في الوقت التي استخدم فريق العمل الجرائد المعاد تكريرها لاستخدامها في أمور العزل.
وما زلنا في قضية عزل المبنى، إذ نلاحظ وقد تم إكساء الواجهة الشمالية بمجموعةٍ من الأخشاب المكدسة والتي تشبه إلى حدٍ بعيد الحطب الذي يتم تكديسه عادةً قرب بيوت المزارع لاستخدامه في التدفئة، فكان من شأنه أن يضيف طبقة عزل أخرى لحماية “Flag”، فضلاً عن كونه عنصراً محبباً لأهالي المنطقة.
لم تكن التوسعة الجديدة لتطغى على حرمة المزرعة القديمة، بل على العكس تماماً نراها تطل على زاوية منزل المزرعة دون أن تلامسه حتى، وليس ذلك فقط، فقد تم الإبقاء على العديد من ملامح الكتلة القديمة على حالها، بإستثناء المساحة المظللة إلى الأسفل منها والتي تقود إلى ساحة المزرعة وطابق الإسطبل.