الحاضر والمستقبل بوحيٍ من عمارة الماضي في الهند

6

يرافق عملية تطوير الاقتصاد في بلدٍ بتراثٍ ثقافي غني كالهند، الكثير من التحديات والصعوبات، فعلى أي مشروعٍ طارئ على السياق المعماري هناك أن يوازن ما بين النواحي الجمالية والوظيفية ناهيك عن تلك المستدامة، وهو ماركز عليه فريق Abin المعماري أثناء تصميم معهد الإدارة العالمي في كولكاتا.

فقد أراد فريق العمل أن يقدم تصميماً يصلح للحاضر والمستقبل، ولكن بوحيٍ من عمارة الماضي الخالدة، وهو ما فرض الكثير من التحديات التي استطاع تصميم Abin الحذق التحايل عليها جميعاً، ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى الواجهة الزجاجية الملونة التي تختلف عن كافة الواجهات الموجودة في المدينة، والتي استطاعت أن تضفي شيئاً من الحيوية غير المسبوقة على المبنى.

ولكن هذه الواجهة وعلى الرغم من شفافيتها المطلقة، استطاعت أن تسد كافة الألسن المعارضة بفضل الاختيار الذكي من فريق العمل للزجاج المدعم، وتزويد هذا الزجاج بطبقة عازلة لسد الطريق أمام أشعة الشمس، فقد ظهر بعض المعارضين لإكساء واجهة المعهد بالزجاج متذرعين بأنه -أي الزجاج- سوف يعزز من اكتساب المبنى الحراري.

وليس ببعيدٍ عن الواجهة تم تظليل الساحة المغمورة بالزنبق، حتى باتت بقعةً متفردة بحد ذاتها لها مناخها وأجواؤها الخاصة، ولكن ذلك لا يلغ على الإطلاق من ديناميكية الواجهة التي نجحت بتعزيز تجربة المساحة الداخلية أيضاً، سامحةً بتغلغل أضواء النهار إلى الداخل على نحوٍ مثيرٍ للإعجاب.

في المقابل فإن تصميم معهد الإدارة الدولية في بوبانسوار يمثل نقطة التقاء التقاليد مع الحداثة، حيث حاول معماريو Abin دمج التراث المحلي والعناصر التقليدية في قالبٍ معاصر، وعلى سبيل المثال، نذكر الواجهة المنحنية في مبنى المكتبة في الكتلة الأكاديمية، حيث تحظى هذه الواجهة بمنحوتاتٍ منسوخة من كهوف خانداغيري الحجرية.

أما اتجاه وشكل المبنى، فقد جاء بعد دراسة العوامل المناخية في الموقع، وكانت النتيجة عبارة عن أجزاء كبيرة متدلية وفتحات مصممة بشكلٍ مبتكر وحواجز حجرية استطاعت أن تحول تصميم المبنى إلى تصميمٍ مستدام بكل معنى الكلمة، في الوقت الذي أضافت فيه الساحة المركزية المؤدية إلى بركة السباحة عنصراً طبيعياً على التصميم، فقد باتت مقصداً للكثيرين هرباً من أشعة الشمس في فصل الصيف الحار.

من المتوقع أن يغدو هذا التصميم حافزاً لتصميم كلية التخطيط والهندسة المعمارية في بوبال، كما وسيتم اعتماد المفردات المعمارية المشتركة، التي تحافظ على الاستدامة من خلال اختيار المواد ومعالجة الواجهة والتظليل وكفاءة الطاقة والإضاءة الطبيعية والتهوية وانخفاض تكلفة البناء.

وأخيراً فقد تم بناء النموذج الأكاديمي عمداً على طول المحور الطولاني تبعاً لجغرافية الموقع، ومن ثم تم حشر الساحة المظللة والمضاءة طبيعياً ذات التهوية الجيدة في الوسط، حتى باتت أشبه بمنتزه عام، تطوقها أبنية المعهد.

إقرأ ايضًا