“زها حديد” ترد الدَّين لشعب النمسا

40

لا يسعنا إلا أن نفتخر بأصولنا العربية عندما يُذكر أمامنا اسم أول أنثى عربية في التاريخ الحديث تنضم إلى مصاف عظماء العمارة العالمية، وطبعاً حديثنا هنا عن المعمارية العالمية زها حديد، فقد تم الكشف مؤخراً عن توجه زها إلى النمسا هذه المرة لتصميم مكتبةٍ ومركزٍ تعليمي جديد في فيينا، وبالتحديد في جامعة التجارة والاقتصاد هناك.

يتخذ هذا التصميم شكل كتلةٍ متعددة الأضلاع ليتربع وسط الحرم الجامعي في الكلية، وتطغى على هذا المكعب الحواف المائلة تارةً والمستقيمة تارةً أخرى، في حين تنفصل خطوطه الواسعة بمجرد وصولها نحو الداخل، حيث تتحول هذه الحواف إلى ما يشبه منحني الأضلاع، مشكلةً ساحةً عامة داخلية في وسط المجمّع، كما ونلحظ وجود مرافق إضافية داخل كتلةٍ واحدة، والتي نراها تنقسم ومن ثمّ تتشابك مطوقةً هذه المساحة المزججة.

يتربع المركز الجديد على أكثر من 28,000 م2، وهي مساحةٌ كبيرةٌ نسبياً لتضم مركزاً تعليمياً وورشات عمل، بالإضافة إلى قاعاتٍ للاستراحة ومكتبة ومختبراً لغوياً، من جهةٍ أخرى يضم المركز صفوفاً للتدريب ومكاتب للإدارة، جنباً إلى جنب مع العديد من الخدمات الدراسية وخدمات الدعم المركزي، وأخيراً وليس آخراً يوجد هنالك متجرٌ لبيع الكتب ومركز معلومات وكافتيريا وقاعةً للاجتماع وقاعةً لعقد الأحداث.

وعلى الرغم من أنه يبدو عملاً ذا استخدام عادي، فهو يوضح جرأة “زها” في استغلال المساحات والأشكال الهندسية لتعكس تعقيد الحياة المدنية، ومما يجدر ذكره هنا أن المهندسة العراقية “زها حديد” قد حصلت مسبقاً على أرفع جائزة نمساوية في العمارة، حيث قامت وكيلة وزارة الاقتصاد النمساوية “ماريس روسمان” بتقليد المعمارية العراقية المبدعة جائزة الدولة النمساوية للسياحة، وبذلك استطاعت رائدة المدرسة التفكيكية وواحدة من أفضل المعماريين في العالم، أن ترد الدَّين لشعب وحكومة النمسا.

إقرأ ايضًا