مركز زوار النهر الفرنسي في كندا: من الطبيعة وإليها

28

صممت شركة Baird Sampson Neuert Architects الكندية -الرائدة في مجال العمارة والتصميم العمراني والتي تتخذ مقرها في تورونتو- مركزاً للزوار بمساحة 8,700 متر مربع على النهر الفرنسي في (French River) في منطقة أونتاريو في كندا.

حيث يحدد النهر الفرنسي الانتقال إلى موقع Canadian Shield –وهو المنظر الطبيعي المصنوع من الغرانيت الذي تُرك عارياً بسبب مرور الأنهار الجليدية عبره. وفي انحداره من منابعه العليا، يتحول هذا النهر من ممرٍ ضيقٍ من الغرانيت المُكسَّر إلى دلتا واسعة من جزر وبروزات الغرانيت المنحوتة.

وبتعيينه كأول قناة مائية في التراث الكندي، عمل النهر كطريق تجاري بين الشعوب الأوائل والأوروبيين وكان الطريق التجاري الرئيسي لاكتشاف جزر القارة وطريقاً عاماً للرحالة والمسافرين. وقد كان أيضاً المصدر الأساسي للأسطورة الكندية الفريدة، التي تلهم الرسامين الجداريين المحليين والقصص الأوروبية عن الرحلات النهرية البطولية، والعمل المعاصر من مجموعة Seven للرسامين الكنديين التي اشتهرت في العشرينيات من القرن العشرين.

كما يؤسس هذا المشروع للهندسة المعمارية في النهر، مُعرِّفاً ومناشداً سماته المادية وتراثه الثقافي عبر طريقة مدمجة في التعامل مع العمارة وهندسة الحدائق وبيئات العرض.

وبالانتقال إلى ما وراء دور الحاوي فقط، يعتنق المشروع وضعه كمكانٍ للعبور، وهو نفسه عبارة عن حملة استطلاعية من خلال موقعه وتنظيمه ومناظره ومعرضه، وكبناءٍ مسؤول في قلب الطبيعة أيضاً. وبالتدفق عبر منظر طبيعي بدائي من المياه والصخور، تنتظم تجربة الزوار على طول الطوبوغرافيا المستمرة الانحدار للعناصر الموجودة والمبنية التي تؤسس درعاً واقياً تفسيرياً وفراغياً للمشروع، والتي تفسر بدورها انحدار النهر من منابعه في بحيرة Nippissing إلى دلتاه في خليج Georgian.

وبموقعه على الجزء البارز من الصخر من الغرانيت المكشوف، تم تنظيم المبنى في سلسلة من التراسات التي تستجيب لطوبوغرافيته المنحدرة، مقدماً بذلك طريقاً بدون حواجز يربط منطقة ركن السيارات المرتفعة بنطاق التنزه الموجود على المستوى السفلي.

كما تقدم التراسات عوامل الربط بين مناطق البرنامج الداخلية والخارجية وهي مُشكَّلة بهدف تمكينها من استيعاب الواجبات المتعددة للمرفق وخصوصاً تلك المتعلقة بمجموعات المستخدمين واسعة النطاق، وبهدف تعزيز الاستخدام الموسمي المُطَوَّل.

في حين تم وضع “تراس المدخل” باتجاه الجنوب من أجل زيادة العنصر الشمسي، لتقدم جدرانه المحيطة الحماية من الرياح الغربية. بينما يقع “تراس الفعاليات” على الجانب الشرقي المحمي من المبنى وهو مزود بشرفة عميقة للحماية من الطقس العاصف. هذا ويخدم “تراس التعليم” كمدرج خارجي لعروض مجموعات المدرسة.

أما الجزء السفلي الواسع من قاعة المعرض، فهو يقدم مساحة محمية خارجية للمتنزهين باستخدام نظام الطرق المجاور. هذا وتعمل المراقبة المسؤولة على توسيع التجربة التفسيرية للمشروع وتعطي المشروع شكله الحالي.

ومن خلال طوبوغرافيا المشروع المنحدرة، تخدم سلسلة من “الجزر” كمواقع للرسائل الإنشائية وعناصر الجلوس والبنى التحتية المُخدِّمة للموقع. كما يتم تقديم رسائل المراقبة في منطقة رَكن السيارات حيث تحتوي “الجزر” على أنظمة تنقية حيوية للصرف الصحي والمياه تقع فوق مستوى الأرض من أجل تقليل اضطراب المشهد الطبيعي للصخور.

وقد تم تنظيم مياه الأمطار -وعبورها خلال الموقع- بطريقةٍ واضحةٍ بواسطة “جزيرة” خزان مياه تقوم بتنظيم تدفقات مياه الأمطار والثلوج وتقلل تعرية الترب المُنحلَّة للموقع. كما يقدم غلاف مبنى عالي الأداء المركب من الألواح المعزولة -مع نظام استعادة حرارة هواء التهوية- استراتيجية حفاظ على الطاقة تتجاوز معايير قانون الطاقة الوطني النموذجي الخاص بالأبنية بنسبة 40%.

وبما أنه يقع على جزء بارز من صخور الأرض المؤلفة من الغرانيت المكشوف، تم تصميم المبنى بحيث يؤسس كتلةً معزولة حرارياً ومكشوفة جزئياً على الأجزاء الداخلية، لتشكل جزءاً مركزياً من معروضات المبنى.

إقرأ ايضًا